منتـديات شباب كلكـول


فضاء كلكول يرحب بك زائرنـــا الكــــريم...
عاش فقيراً ومات فقيراً لكنه كان ثرياً بمحبة كل من عرفه.. الدكتور أحمد السيد حمد 581287
عاش فقيراً ومات فقيراً لكنه كان ثرياً بمحبة كل من عرفه.. الدكتور أحمد السيد حمد 90671 وسجل معنا لنثري معاً هذا الفضاء بالحب والجمال والإبداع...
مع التحية؛

منتـديات شباب كلكـول

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات سـودانية حواريــــــة حــرَّة مفتوحــــة للجميــع... تُعَبِّـــــرُ بالكلمة في حـدود القانـــون والأخلاق الإسلامية السمحة والذوق العـــام

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أخبار كلكــــــول


    عاش فقيراً ومات فقيراً لكنه كان ثرياً بمحبة كل من عرفه.. الدكتور أحمد السيد حمد

    blueshade
    blueshade
    قلــــم ذهبــــي
    قلــــم ذهبــــي

    ذكر السرطان

    تاريخ تسجيلي : 14/10/2008
    عدد مساهماتي : 720
    جنسيتي : SuDaNi
    مقيم في : ar-Riyadh
    عاش فقيراً ومات فقيراً لكنه كان ثرياً بمحبة كل من عرفه.. الدكتور أحمد السيد حمد Doaa110

    نقاط تفاعلي : 29535
    نقاط سمعتي : 13
    <b>::My:</b> ::My: : $عيون في الغربـــة بكاية$

    bloodyheart عاش فقيراً ومات فقيراً لكنه كان ثرياً بمحبة كل من عرفه.. الدكتور أحمد السيد حمد

    مُساهمة من طرف blueshade الأحد 15 نوفمبر 2009, 10:36 am

    عاش فقيراً ومات فقيراً لكنه كان ثرياً بمحبة كل من عرفه.. الدكتور أحمد السيد حمد

    نبذة عن بعض من حياة المغفور له بإذن الله الدكتور/ أحمد السيد حمد رحمه الله

    الموضوع عن جريدة الخرطوم - بقلم منى محمد إبراهيم

    لسبعة عقود من الزمان ظل الدكتور أحمد السيد حمد في ساحة العمل السياسي الوطني ينهض بجهود وأدوار متعددة في دائرة انتمائه الحزبي وفي محيط العمل الوطني بصورة عامة. لم يكن يريد من ذلك جاهاً ولا مالاً ولا سلطة، فقد عاش فقيراً ومات فقيراً من المال، لكنه عاش ومات ثرياً بمحبة كل من عرفه عن قرب، وكل من تابع تجرده وزهده وسعيه الجاد والمتصل للعطاء للوطن، ولإذكاء وتفعيل المبادئ الإيجابية التي كان يؤمن بها، وفي طليعتها إيمانه بأهمية الوحدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع الشقيقة مصر.

    1- نشأ الدكتور أحمد السيد حمد وجينات الثورة تتفاعل في فكره ووجدانه. ولد في مدينة الكوة عام 918 ، وأكمل دراسته الأولية بها، ثم أكمل الدراسة الوسطى بمدينة بورتسودان، التي أهلته للالتحاق بالقسم الثانوي بكلية غوردون التذكارية. وقتئذ بدأت جينات الثورة ضد الاستعمار تدفعه للعمل الوطني والنشاط السياسي ، الأمر الذي قاد إلى فصله من الكلية. وأحسبه قد تقبل أمر فصله بالكثير من الغبطة لأن ذلك مكنه من كسر القيد، والهروب إلى أرض الكنانة، حيث التحق بمدرسة حلوان الثانوية، ومن بعدها كلية القانون بجامعة فؤاد الأول حينئذ (جامعة القاهرة حالياً). ولم تشغله الدراسة عن رؤيته ونشاطاته السياسية فكان عضواً فاعلاً بين قيادات الحركة الطلابية السودانية بمصر. كما كان له إسهامه المشهود في العمل السياسي مع الأحزاب المصرية. وتشهد له الكثرة الغالبة من المؤرخين لتلك الفترة بأنه من أوائل المنادين بأهمية الاتحاد بين السودان ومصر. يضاف إلى ذلك أنه طوال فترة دراسته ولاسيما في العطلات الصيفية ظل متفاعلاً بأكمل ما يكون التفاعل مع القضايا السياسية الوطنية بالقدر الذي جعله من الرواد المؤسسين لمؤتمر الخريجين.

    والدكتور أحمد السيد حمد من النخبة، التي عُرفت لاحقاً (بمجموعة الدكاترة) وهم من أوائل السودانيين الذين إبتعثتهم الحكومة المصرية إلى فرنسا للدراسات العليا بالجامعات الفرنسية حيث نال نتيجة تميزه الأكاديمي درجة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة تولوز. عاد للوطن في عام 1946 مؤهلاً تأهيلاً أكاديمياً عالياً لم تنله إلا الندرة من أبناء ذلك الجيل، ولكنه بحكم تكوينه السياسي والنفسي لم يكن ساعياً للجاه أو المال، فلم يقصد الوظيفة الحكومية ولا ممارسة المحاماة، بل توجه يدفعه طبعه ورؤيته للعمل السياسي بهدف المشاركة الفاعلة لتخليص الوطن من السلطات الاستعمارية القابضة على زمام الأمور.

    ولهذا فقد تولى بعد عودته لأرض الوطن رئاسة تحرير صحيفة صوت السودان، الناطقة باسم الختمية والاتحاديين. وقد أحدثت مقالاته الافتتاحية دوياً هائلاً في الأوساط السياسية ونالت إعجاباً وقبولاً من الخاصة والعامة الذين رأوا فيها تعبيراً عن تطلعاتهم ومشاعرهم؛ وأغلقت إلى حد كبير السلطات البريطانية. وظل على ديدنه هذا، لم يتنازل عنه قيد أنملة، عندما تولى بعد حين رئاسة تحرير صحيفة (العلم) في عهدها الاتحادي، يحدثنا من عايشوا تلك الفترة بأن الصحيفة كانت تباع بأضعاف ثمنها تقديراً من جمهرة القراء لقلم الدكتور الذي يجاهر أصالة عن نفسه ونيابة عنهم ضد ظلمات "حكومة المفتشين"، كما سرى هذا المصطلح بين المواطنين وقتئذ.

    2 الأستاذ يحيى محمد عبد القادر، في اعتقادي من أقدر الكتاب وأعظمهم براعة في رسم الشخصيات السياسية ، وكتبه الثلاثة بعنوان "شخصيات من السودان: أسرار وراء الرجال" شهادة سامقة على هذه القدرة المبدعة التي يتميز بها الأستاذ. وهو من قبل ومن بعد يمتلك الجرأة والصدق في التعبير عن تصوره، وما يعتمل في فكره ووجدانه نتيجة ما يعيشه من أحداث، وما يلمسه من تصرف الأفراد في الساحة السياسية. ولقد كتب الأستاذ يحيى محمد عبد القادر كلمة منصفة عن الدكتور أحمد السيد حمد بالرغم من أنهما كانا على تباين واختلاف في الانتماء الحزبي. يحمد للأستاذ يحيى محمد عبد القادر، شفاه الله ومتعه بالعافية، هذه الرغبة والحرص على الإنصاف، والإنصاف جميل من أية زاوية أتيته. ولقد رأيت أن أنقل لك جزءاً من كلمة الأستاذ، لأنها تعبر في صفاء عن رؤيته لأحد أنداده، ولأنها في ذات الوقت تنقل لك صورة حية وموحية للدكتور أحمد السيد حمد في عنفوان حياته السياسية.

    يقول: [الدكتور أحمد السيد حمد ضامر العود، طويل القامة، طويل العنق، فيه بساطة محببة وسماحة ومرونة. مرحه وطلاقته يبعثان البهجة في كل مجتمع، وحماسته وتعصبه ينفثان الحرارة في كل اجتماع. يعتبر من الخطباء المعدودين في السودان. يُحسن انتقاء ألفاظه وتوقيعها، ويحسن إبراز معانيه وتوكيدها، ويحسن الإثارة في موضعها، والتهدئة في موضعها.. فهو قدير على التلاعب بعواطف الجماهير وتعبئتها، ودفعها حيث يريد، مثله في ذلك مثل الصانع الماهر، يحول المادة الخام ويشكلها في سهولة ويسر وإتقان. متحرر في تفكيره في غير شطط.. يلتزم التوسط فلا اندفاع يصل إلى حدود التهور، ولا بطء يصل إلى حدود الجمود. يخلص لبلاده ويعمل لخيرها وسعادتها، ويؤمن إيماناً قاطعاً بالدعوة الاتحادية، ويرى في تحقيق أهدافها ما يدعم سلطان وادي النيل على أرضه وأبنائه، ويعزز مقامه الدولي، ويعينه على التقدم والنهوض بكل ما يدعم ويعزز كلمه المعذبين والمقهورين في أفريقيا السوداء جميعاً. ويهدف إلى أن يخلق من السياسة أداة نظيفة تشرف المتصدين لها والعاملين فيها.

    إن ثقافة أحمد وطيبة قلبه ونقاء سريرته، وإيمانه بالمثل الاتحادية العليا، ونشاطه الذي لا يفتر، وقدرته البالغة في ميدان الإقناع، وشعوره بالمسؤولية الوطنية.. خليق أن يدفع به إلى مراكز الصدارة ويذيب الصعاب التي تقف في طريقه، ويرد عنه كيد الكائدين، ويجنبه أفك الأدعياء والمختالين.] الجزء الثاني من كتب الأستاذ ص(100) الطبعة الثانية.

    3- تسنم الدكتور أحمد السيد حمد وظائف سياسية متعددة على المستوى الحزبي وعلى المستوى الوزاري. لقد تم انتخابه عضواً في العديد من لجان مؤتمر الخريجين في عدة دورات . وأصبح من القيادة العليا للحزب الوطني الاتحادي عند اندماج الأحزاب الاتحادية. وعند انقسام الحزب الوطني الاتحادي كان الدكتور في القيادة التي عملت على تأسيس وإنشاء حزب الشعب الديمقراطي برعاية الحسيب النسيب مولانا السيد علي الميرغني، وقد اختير بالإجماع سكرتيراً عاماً له. غير أنه ظل ساعياً بإخلاص لإعادة دمج الحزبين: الوطني الاتحادي وحزب الشعب الديمقراطي، حتى حظيت وتضافرت مساعيه مع زملائه لإعادة المياه إلى مجاريها، فتم دمج الحزبان بمسمى الحزب الاتحادي الديمقراطي.

    كان الدكتور عضواً بالبرلمان نتيجة انتخابات عام 1958م ممثلاً لدائرة القضارف الغربية، كما كان عضواً في الجمعية التأسيسية ممثلاً لدائرة الخرطوم الشمالية نتيجة انتخابات عام 1968م. وقبيل ثورة مايو 1969 كان الدكتور أحمد السيد حمد وزيراً لوزارة التجارة والصناعة والتموين. وقدم في مطلع ثورة مايو للمحاكمة بتهمة الفساد .وبالرغم من عظم التهمة لم يجدوا في حوزته سوى عربه ملاكي قديمة، بينما كان المنزل الذي يسكنه مؤجراً، وليس له في البنك رصيد.

    فتأمل ! وبالرغم من كل هذه الحقائق التي تقف شاهداً على براءة الدكتور إلا أن المحكمة قد حكمت عليه ببضع سنوات يقضيها في السجن، ظناً منهم أن في ذلك محاكمة للعهد الديمقراطي بأكمله. الجدير بالذكر أن من شهدوا تلك المحاكمة في التلفاز قد أعجبوا أشد ما يكون الإعجاب بقدرة الدكتور على تقديم دفوعات وضاءة تصدت لكل الاتهامات الجائرة. وتقبل، كالعهد به في صمود وكبرياء الحكم القاسي غير المبرر، وظل صامداً كالطود، صابراً على الابتلاء، حتى قيض الله تعالى لثورة مايو إعادة النظر فيما ذهبت إليه من حكم جائر، فاعتذرت له، وعينته لاحقاً وزيراً للمواصلات اعترافاً منها بقدراته للعطاء، وإيماناً منها بتجرده ونزاهته وسعيه الدؤوب لبناء الوطن وتطوير إمكاناته. وكان من الوظائف الرفيعة التي تسنمها الدكتور لاحقاً، وظيفة الأمين العام المساعد للشؤون القانونية بجامعة الدول العربية. هذه الوظيفة هي الأولى والأخيرة التي حصل منها على مرتب مجز أعانه على بناء منزله بمدينة الخرطوم بحري، وقد كانت أرض المنزل في أصلها هدية من سيادة مولانا السيد علي الميرغني، تقديراً لدور الدكتور الرائد والمتميز في العمل الوطني.

    4- ظل الدكتور أحمد السيد حمد طوال حياته مؤمناً أعظم ما يكون الإيمان بوحدة وادي النيل، أعني الوحدة بين السودان والشقيقة مصر في كافة المجالات على تعددها وتنوعها. وظلت هذه الأطروحة في فكره ووجدانه منذ سنوات دراسته بمدرسة حلوان الثانوية؛ وتعهدها بالرعاية والتطوير طوال حياته السياسية. ولم يكن إيمانه بالوحدة نظرياً، بل كان عملياً، وذلك يتجلى في سعيه لبناء العلاقات والصلات والمؤسسات التعليمية التي تحقق التفاعل والتمازج العضوي بين الأشقاء في السودان ومصر. وكان من نتائج جهوده في هذا الشأن مع رصفائه الذين يؤمنون بذات المبادئ الاتحادية إنشاء فرع لجامعة القاهرة في الخرطوم في عام 1954، وقد أسهمت هذه المؤسسة بكوادر أعانت في رفد الخدمة المدنية والقطاع الخاص بمواطنين مؤهلين أكاديمياً في العديد من التخصصات التي كانت تمثل احتياجات ماثلة من القوى العاملة.

    ومن جانب آخر فقد سعى الدكتور أحمد السيد حمد لزيادة فرص القبول للطلاب السودانيين في الجامعات المصرية، في وقت كانت فيه فرص التعليم الجامعي محدودة داخل الوطن. واستطاع بصلاته ، وما يكنه له الرصفاء من مكانة، أن يوسع فرص القبول بالجامعات المصرية لدرجة أصبح فيها الوضع لبضع سنوات أن تجاوز عدد الطلاب السودانيين بأرض الكنانة ليصبح أكثر من عدد الطلاب الجامعيين في وطنهم السودان. فتأمل! ولم يكن الدكتور يقصر عونه على الطلاب الذين ينتمون لحزبه، بل كان عونه متسعاً لكل الحريصين على نيل فرص التعليم الجامعي من أبناء وبنات وطنه السودان. ولهذا فأنت تراه دائماً في وسط الدائرة محاطاً بأفواج من الطلاب السودانيين الذين ينشدون فرص التعليم الجامعي في الجامعات المصرية ، أو يسعون إليه لإيجاد الحلول لمشكلاتهم الأكاديمية والمالية والاجتماعية.

    5- ولقد سعدت بالقرب من الدكتور أحمد السيد حمد لعدة أسباب: فهو الجد لإبنتي تماضر، وقد كان نعم الجد. ثم كلانا يكن تقديراً خاصاً للسادة المراغنة وطائفة الختمية. ويعظم من جانب آخر قيمة هذه الصلات حقيقة اتفاقنا في كثير من القضايا السياسية. ولهذه الأسباب مجتمعة فقد أتاح قربي من الدكتور التعرف على العديد من مواقفه المعبرة عن روحه الشفيف، وصدقه الأخاذ، وانتمائه للوطن غير المحدود، وتسامحه في كل المواقف.

    كثيرة تلك المواقف المعبرة عن خصاله الحسان، ولعلي أعواد إليها بعد حين، ولكني أريد أن أذكر منها في هذه السانحة ثلاثة مواقف ذات دلالات هامة: أولها، إبان الفترة التي قضاها في السجن نتيجة حكم ظالم في مطلع ثورة مايو. كنت أزوره وأحمل معي في كل زيارة مجموعة منتقاة من الكتب. كان يعبر عن فرحته بها. وأذكر قوله: السجن ينطبق عليه القول رب ضارة نافعة. أنا وأصدقائي داخل السجن لم تتاح لنا فرصة القراءة منذ زمن طويل، فقد ألهانا الحراك المتصل والعمل السياسي الدؤوب عن القراءة. والآن أتيحت لنا فرصة القراءة والتأمل. وفي العديد من المرات نتحاور كيف غاب عنا في الماضي فضل وأهمية القراءة لما يجد من كتب؟ وبما تحفل به هذه الكتب من أطروحات فكرية كان يمكن أن تعيننا في بناء الوطن وتطوير قدراته وإمكاناته. نحن سعداء بهذه الفرصة التي أتاحت لنا القراءة وما يجد من أفكار في العديد من العلوم والمعارف الإنسانية. فتأمل! وأذكر موقفه يوم قرر مجلس قيادة ثورة مايو، الاجتماع به وإفادته بأنه تقرر إنهاء فترة سجنه. حدثني بالخبر صديق عزيز يعمل ضابطاً بوزارة الداخلية، وذكر لي أن الدكتور يطلب مني أن أسرع إلى سجن كوبر لكي أصحبه إلى داره. وصلت مكتب الضابط المسؤول بسجن كوبر، ووصل بعدي بلحظات اثنان من وزراء مايو، وقد كانا طوال الفترات الحزبية السابقة من أقرب أصدقاء الدكتور، غير أنهما لدهشة الجميع لم يزوراه في السجن طوال فترة سجنه، بل لم يسألا عنه مجرد السؤال. وجاء الدكتور فهش للقاء مرحباً بهما، وطلب أحدهما أن يوصله إلى داره. غاظني هذا النفاق، وشعر الدكتور بشيء من الحرج... فقادني إلى جانب من المكتب يطلب مني أن أقبل بأن يصحبه أحدهما إلى داره، وسيحدثني بالتفصيل في ذلك حين نصل الدار. تأمل هذه السماحة وهذا القبول لضعف الآخر! هذا موقف لا يقدر عليه إلا أمثال الدكتور من أصحاب الخصال الحسان.

    أما الموقف الثالث فقد حدث بعد إطلاق سراحه. فقد نقلت له رغبتي في الاحتفاء به مع المجموعة التي يختارها من أصدقائه. وقد كان إصراره على ألا يتجاوز الأمر حفل شاي، حظينا فيه بالنخبة المتميزة من أحبابه. وما دعيت إلى ذلك الحفل من أصدقائي إلا ثلاثة كان من بينهم أستاذي وصديقي الدكتور عون الشريف قاسم، وقد كان وقتئذ وزيراً للأوقاف والشؤون الدينية. وقد سر الدكتور أحمد السيد حمد سروراً عظيماً عندما صافحه الدكتور عون الشريف مهنئاً. ثم طلب مني أن يحدثني في أمر هام: فذكر لي أن عمك هذا السيد يحيى ألفضلي يسكن في أحد بيوت الأوقاف وإيجاره الشهري (18.5 جنيه) ثمانية عشر جنيهاً ونصف الجنيه. وقد علم منذ أيام أن وزارة الأوقاف سترفع إيجار منازلها بنسب عالية، وعمك يحيى إذا زيد الإيجار جنيهاً سوف لا يقدر على الإيفاء به، لهذا نرجو أن تتحدث مع صديقك الدكتور عون في هذا الشأن صباح الغد وكلنا أمل أن يوافق على الإبقاء لإيجار منزل عمك يحيى كما هو الآن. وبمشاعر المحبة للرجلين، ولما قدما من جلائل الأعمال الوطنية، تحدثت للأخ عون الشريف في ذات الساعة. وكان موقفه نبيلاً كالعهد به دائماً إذ قال لي أرجو أن تبلغ العم يحيى بأن إيجار المنزل سيبقى كما هو، ولو كان الأمر بيدي لأعفيته من كل المبلغ. فتأمل! نقلت هذا الخبر المفرح للدكتور أحمد السيد والسيد يحيى ألفضلي، ففاضت عينا كليهما بالدموع، وقالا بصوت واحد: الحمد لله تعالى أننا عشنا هذا الزمان الذي نجد فيه مثل هذا التكريم من الأبناء. فتأمل! أذكر هذا الموقف لترى فيه محبة الدكتور ووفائه لأصدقائه، ومدى معايشته لظروفهم وأحوالهم، وحرصه على مساعدتهم بكل ما أتيح له من صلات وقدرات.

    6- كان الدكتور أحمد السيد حمد من النخبة المقربة من مولانا السيد علي الميرغني، فهو مودع سره، والمستعين بمشورته، ومن خلصائه الذين يرافقونه في أسفاره، وهي قليلة على كل حال. وقد روى لي الدكتور الكثير من المواقف التي شهدها مع مولانا، والتي توضح في جلاء حكمته وقدراته غير المحدودة في معالجة المواقف وفق ظروفها بذكاء وتكتيك مبدع. لقد اختزن الدكتور هذه الروايات في ذاكرته، وظل ضنينا بروايتها إلا لمن يثق فيه. وكنت في عديد من المرات استحثه بأن يوثقها في كتاب، وكان رده دائماً أغلب الظن أنك ستقوم بهذا التوثيق ذات يوم. وأعد أن أفعل بعد حين. غير أني في هذا السانحة أريد أن أثبت إحدى هذه الروايات المفيدة والممتعة في آن.

    روى لي الدكتور فقال: جاء واحد من المذيعين من إذاعة البي بي سي لندن، يطلب كلمة قصيرة من مولانا السيد علي الميرغني. وظل المذيع معنا لمدة أسبوع، وانتظمت العديد من المحاولات لإقناع مولانا بتسجيل كلمة مختصرة، غير أنه ظل رافضاً للفكرة جملة وتفصيلاً. وكمحاولة أخيرة طُلب من الدكتور مقابلة مولانا في محاولة لإقناعه بتسجيل كلمة قصيرة. كان رد مولانا: [يا أحمد يا ولدي أنا باكر أموت... يعني تريدوني أن أترك صوتي ورائي. هذا مكروه. سوف لا أفعل هذا أبداً.]

    فتأمل! وتظل الحقيقة: ليس هناك تسجيل، مبلغ علمي، بصوت مولانا السيد علي الميرغني في أي مكان في العالم. قد يفسر البعض موقف مولانا على أوجه أخرى، ولكنه موقف على كل حال، وفي أي صورة نظرت إليه.

    رحم الله تعالى الدكتور أحمد السيد حمد رحمة واسعة وأنزله منزلة الشهداء والصديقين. رحم الله الفقيد العزيز بقدر ما قدم لوطنه ولمواطنيه ولأمته فقد كان النموذج الوطني الوضاء والمعطاء.

    ابراهيم عباس
    ابراهيم عباس

    قلــم فضــي
    قلــم فضــي

    ذكر الجدي

    تاريخ تسجيلي : 29/12/2010
    عدد مساهماتي : 326
    جنسيتي : سوداني
    مقيم في : كلكول
    عاش فقيراً ومات فقيراً لكنه كان ثرياً بمحبة كل من عرفه.. الدكتور أحمد السيد حمد Doaa110

    نقاط تفاعلي : 24971
    نقاط سمعتي : 19
    <b>::My:</b> ::My: : ضع نص الرسالة هنا

    bloodyheart رد: عاش فقيراً ومات فقيراً لكنه كان ثرياً بمحبة كل من عرفه.. الدكتور أحمد السيد حمد

    مُساهمة من طرف ابراهيم عباس الأحد 06 فبراير 2011, 1:05 pm

    فى البدء التحية والتقدير لكاتبة هذا الموضوع الرائع الذى يحكى عن جزء يسير من تاريخ احد الرموز الشامخةواحد الرجال الافذاذ الذين كانت تجرى الوطنية فى دمائهم كما تشهد بذلك كل المواقف التى تم ذكرها فى الموضوع كما كان الصدق والامانة فى كل ماذكر وذلك لقرب كاتبة الموضوع من ذلك الرجل القامة ولمعايشتها لكل هذه المواقف ولم يذكر اؤلئك الرجال الاذكرت الوطنية الصدقة والصفات النبيلة والخصال الرائعة ويكفى الدكتور فخرا وكل اتباعهم ومريديهم محاكمته بالفساد وهو الذى يسكن فى منزل بالايجار وتبرئته لاحقا بتعيينه وزيرا للموصلات الا رحم الله تلك الوكبة النيرة من الرجال واسكنهم فسيح جناته مع الصديقين والسهداء
    ودالريفى

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 06 مايو 2024, 10:00 pm