منتـديات شباب كلكـول


فضاء كلكول يرحب بك زائرنـــا الكــــريم...
كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل! 581287
كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل! 90671 وسجل معنا لنثري معاً هذا الفضاء بالحب والجمال والإبداع...
مع التحية؛

منتـديات شباب كلكـول

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات سـودانية حواريــــــة حــرَّة مفتوحــــة للجميــع... تُعَبِّـــــرُ بالكلمة في حـدود القانـــون والأخلاق الإسلامية السمحة والذوق العـــام

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أخبار كلكــــــول


    كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل!

    amirageeb
    amirageeb
    المؤسـس

    ذكر السرطان

    تاريخ تسجيلي : 14/10/2008
    عدد مساهماتي : 303
    جنسيتي : SUDANI
    مقيم في : Riyadh, SA
    كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل! Doaa110

    نقاط تفاعلي : 28878
    نقاط سمعتي : 6
    <b>::My:</b> ::My: : Hi EveryBody

    قلب2 كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل!

    مُساهمة من طرف amirageeb الجمعة 31 أكتوبر 2008, 9:23 pm

    هذه مقدمة تاريخية عن كلكول... والنص جزء من روايتي التي لم تكتمل بعد بالرغم من أنني بدأتها قبل عشر سنوات! إنها مدخل جيد للتعريف بكلكول ذلك الحلم الجميل،،،

    بداية الرواية التي سأنهيها قريباً إن شاء الله...

    كانت إحدى ليالي بواكير الستينات المقمرة حيث اكتمل القمر بدراً يوزع ابتسامته على أنحاء المعمورة بخيوط أضوائه الفضية الرقيقة... ينساب ضوءه بعفوية بريئة ليعانق سهول تلك القرية الحالمة ويزين شوارعها وحواريها، بل وأطفالها المشاكسين بهالاته الضوئية الصافية وهم ما زالوا ببراءتهم القدرية يتراكضون جيئة وذهابا لا يلوون على شيء.

    كانت الحياة تنساب بسيطة سهلة... يوحي لك منظر الصبية وقد اختلطوا عراة الأجساد وانتشروا في جميع أزقة القرية وساحاتها وهم يتقافزون كالعادة وقد خلى تفكيرهم إلا من بقايا عناد وضجيج، وكل همهم أن يظل البدر هكذا دون أن يحتجب في دورته المظلمة... يوحي لك كل هذا بنوع من الارتياح تحسه في كل جنبات القرية... تحسه وأنت تزدحم بضجيج متداخل من الأصوات المتباينة والتي تحسبها تنبعث من اللامكان،،، تسمع نباح الكلاب ونهيق الحمير... وبين الفينة والأخرى تلحظ أن هنالك صوت مخنوق لخروف قام صاحبه بربطه داخل إحدى الحظائر... ومن الغرائب المألوفة أن تسمع صياح الديوك... لعلها وهي في تلك اللحظات المقمرة تحسب أن الصبح قد أطل.

    كل تلك الأصوات المختلفة المصادر تجدها تتداخل مع ضجيج الأطفال فتخالها نوعا من السيمفونيات الفريدة... نوع من الموسيقى العجيبة يدفع في أعماق الإنسان كمية من الأحاسيس المتباينة، محصلتها مزيج غريب من الخوف والسكون في آن واحد... حيث يكون أهل القرية في قمة الاطمئنان وهم يعيشون بصورة طبيعية وسط تلك المتناقضات، والتي تعبر بطريقتها عن تلك القرية الوديعة... تعبر عن كلكول وهي ممدودة بشموخها الأبدي في حضن النيل الخالد تراقب النيل الأزرق وهو يمر من أمامها يحسدها على دلالها القدري....

    بدأ اليل ينسحب إلى الوراء... بدأت الضجة تتلاشى شيئا فشيئا، ومع خيوط السكون التي بدأت تتشابك إذا بالنسيم يحمل إحدى الصرخات القاسية... أدرك أهل القرية بعد القليل من الوقت أنها تأتي من منزل حاج أحمد... وقد انجلى الأمر بأن زوجته البتول تعاني آلام المخاض وقد تجمهرت النساء حولها كالعادة كشعور غريزي بالمشاركة والمؤازرة.

    كانت الحاجة نفيسة (داية القرية) المشهورة قد سبقت كل تلك الحشود وذلك حتى تؤدي دورها الهام والذي تفخر به كل النساء.

    من الجانب الآخر فقد ظل الحاج أحمد خارج الدار ينتظر ما في طيات القدر... يرجو الله سراً، وأحياناً جهراً أن يرزقه أبناً ذكراً حيث أمنية كل الرجال في ذلك الحين، كما وأن له حتى الآن ثلاثة من الإناث هن سمية وفاطمة والزهراء.
    ظل الزمن يسير ببطء والقمر في حركته ناحية الغرب. صمتت القرية تماماً... لم يعد هنالك ضجيج إلا صرخات الحاجة بتول وتضرعاتها، والتي تنطلق بين الفينة والأخرى من أعماق ذلك الدار العتيق فتمزق ذلك الصمت القاسي.

    لما كانت كلكول تتاخم النيل الأزرق من الغرب، كان من البدهي أن يمارس أهلها الزراعة خصوصاً وقد حباهم الله كشأن أجزاء السودان الأخرى بأراضي زراعية شاسعة... أضف لذلك ممارستهم لتربية الحيوانات والتي تتشكل أغلبيتها من الماعز والأبقار...

    كالعادة يصحو الرجال باكراً ويغدون لمزارعهم ويكون دور النساء في صنع الطعام لهم مع مساعدتهم في بعض الأحيان الكثيرة. والكسرة تشكل الغذاء الرئيسي لأهل القرية حيث يتم تناولها بمساعدة الماء؛ وفي أحسن الظروف يقومون بعمل (أمشعيفة) وهي نوع من الويكة تضاف إليها كمية من الماء والبصل وتوضع في النار حتى تنضج... وكثيراً ما يعتمد الناس على مشتقات حيواناتهم من اللبن والسمن، مما يساعدهم على معاركة الدهر والمرض.

    أما الأطفال فنجدهم يقومون بمساعدة ذويهم في الزراعة، وقد يجد المحظوظ منهم فرصته في دخول الخلوة حيث يتعلم بعض الأبجديات وقراءة التنزيل... وأخيراً هناك قسماً يسيراً قد يكون أوفر حظاً فيجد فرصته وينخرط في سلم التعليم إلى الأمام،،، رغم ظلم الأيام والظروف.

    حاجة التومة... تلك العجوز التي تناهز الثمانين من العمر، تجدها قد جلست في مصلايتها بعد أداء فريضة المغرب وقد التف حولها أحفادها الصغار... جلست تحكي لهم كالمعتاد بعض الأحاجي الخرافية... كان الصغار يبدون اهتماماً وانتباهاً عجيباً وهي تروي لهم قصة فاطمة السمحة وأخوها أمحمد... ينطلق صوتها الرصين مسموعاً بوضوح رغم كل تلك الأيام التي تحملها بين طيات حياتها المديدة... كان الصغار يسكنون لدرجة الموت وحاجة التومة تبدأ بروايتها العتيقة....
    كان يا ما كان في الزمن الزمان زول اسمو أمحمد وساكنة معاهو أختو فاطمة السمحة.... تستمر الحاجة التومة في سرد الحكاية، والتي تمجد فيها أمحمد وتروي تفاصيل شجاعته التي أنقذ بها أخته فاطمة من طمع الخاطفين الذين أرادوا بها سوءاً.
    ...............نواصل.....................

    إلى لقاء،

    كل الود،
    المانجلك،
    نور
    نور
    مشـرفة اللغة الإنجليزية

    انثى الدلو

    تاريخ تسجيلي : 28/10/2008
    عدد مساهماتي : 29
    مقيم في : قطر
    كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل! Doaa110

    نقاط تفاعلي : 28399
    نقاط سمعتي : 8
    <b>::My:</b> ::My: : ضع رسالتك هنا

    قلب2 رد: كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل!

    مُساهمة من طرف نور الإثنين 03 نوفمبر 2008, 1:33 pm

    تعرف انا حسيبك تكمل الرواية لانه اعتقد اني دخلت دور الاطفال الملتفين حول حاجة التومة وفي انتظار بقية القصة الجميلة المذهلة ............ولي عودة
    amirageeb
    amirageeb
    المؤسـس

    ذكر السرطان

    تاريخ تسجيلي : 14/10/2008
    عدد مساهماتي : 303
    جنسيتي : SUDANI
    مقيم في : Riyadh, SA
    كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل! Doaa110

    نقاط تفاعلي : 28878
    نقاط سمعتي : 6
    <b>::My:</b> ::My: : Hi EveryBody

    قلب2 رد: كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل!

    مُساهمة من طرف amirageeb الإثنين 03 نوفمبر 2008, 9:58 pm

    نور كتب:تعرف انا حسيبك تكمل الرواية لانه اعتقد اني دخلت دور الاطفال الملتفين حول حاجة التومة وفي انتظار بقية القصة الجميلة المذهلة ............ولي عودة


    تعرفي يا نور أنا سأكمل الرواية بالتاكيد ولكن... لابما ليس في هذا المكان.

    لابد من التعريف أولاً بقرية كلكول وهذا واجب لابد من الاطلاع به. ولذلك سيستمر البوست في هذا الخصوص مع وعد بأن تصلك الرواية حال انتهائها.

    شكراً لتواجدك هنا.

    كل الود،
    wadelsheikh
    wadelsheikh
    نبـض جديــــد
    نبـض  جديــــد

    ذكر القوس

    تاريخ تسجيلي : 10/11/2008
    عدد مساهماتي : 30
    مقيم في : Sudan
    كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل! Doaa110

    نقاط تفاعلي : 28293
    نقاط سمعتي : 0
    <b>::My:</b> ::My: :

    قلب2 رد: كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل!

    مُساهمة من طرف wadelsheikh الإثنين 10 نوفمبر 2008, 9:58 pm

    شكرا
    على هذا الموقع
    ونتمنى لكم التوفيق
    وانا سوف اقوم بالاعلان عن الموقع لجميع الاخوان والاخوات



















    ود الشيخ
    amirageeb
    amirageeb
    المؤسـس

    ذكر السرطان

    تاريخ تسجيلي : 14/10/2008
    عدد مساهماتي : 303
    جنسيتي : SUDANI
    مقيم في : Riyadh, SA
    كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل! Doaa110

    نقاط تفاعلي : 28878
    نقاط سمعتي : 6
    <b>::My:</b> ::My: : Hi EveryBody

    قلب2 رد: كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل!

    مُساهمة من طرف amirageeb الثلاثاء 11 نوفمبر 2008, 12:01 am

    wadelsheikh كتب:شكرا
    على هذا الموقع
    ونتمنى لكم التوفيق
    وانا سوف اقوم بالاعلان عن الموقع لجميع الاخوان والاخوات
    ود الشيخ
    حيا الله ود الشيخ،
    ونشكر لك هذا التواجد الجميل؛ كما نشكر لك كلماتك النبيلات.
    لعل الهدف واحد في النهاية وكل الأمل أن نبرز هذه القرية الجميلة على أحسن وجه، وذلك سوف يكون من خلال إبداعاتكم ومشاركاتكم التي نأمل أن تكون مفيدة وهادفة.
    شكراً لك ونورت فضاءك؛
    كل الود،
    Rose
    Rose
    هلـَّتْ الأتــــوار
    هلـَّتْ الأتــــوار

    انثى الميزان

    تاريخ تسجيلي : 17/11/2008
    عدد مساهماتي : 19
    مقيم في : sudan
    كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل! Doaa110

    نقاط تفاعلي : 28271
    نقاط سمعتي : 1
    <b>::My:</b> ::My: : ضع رسالتك هنا

    قلب2 رد: كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل!

    مُساهمة من طرف Rose الأربعاء 19 نوفمبر 2008, 1:06 am

    شكرا على بداية الرواية
    أعتقد إنى قريتها قبل كدة فى منتديات سودانى للأبد
    وشكرا كمان على فكرة المنتدى
    بالجد فكرة رائعة جدا
    وإن شاء المنتدى يساهم فى نهضة كلكول وشبابها لأنو لسة راجينا الكتير
    blueshade
    blueshade
    قلــــم ذهبــــي
    قلــــم ذهبــــي

    ذكر السرطان

    تاريخ تسجيلي : 14/10/2008
    عدد مساهماتي : 720
    جنسيتي : SuDaNi
    مقيم في : ar-Riyadh
    كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل! Doaa110

    نقاط تفاعلي : 29540
    نقاط سمعتي : 13
    <b>::My:</b> ::My: : $عيون في الغربـــة بكاية$

    قلب2 رد: كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل!

    مُساهمة من طرف blueshade الأربعاء 19 نوفمبر 2008, 8:54 am

    Rose كتب:
    شكرا على بداية الرواية
    أعتقد إنى قريتها قبل كدة فى منتديات سودانى للأبد
    وشكرا كمان على فكرة المنتدى
    بالجد فكرة رائعة جدا
    وإن شاء المنتدى يساهم فى نهضة كلكول وشبابها لأنو لسة راجينا الكتير

    حيا الله الأخت روز؛
    وأشكر لك تواجدك الجميل في كلكول ذلك الحلم الجميل!
    الحقيقة البوست موجود فعلاً ليس على سوداني للأبد ولكنه تقريباً على كل المواقع التي لدي بها اشتراك كانت سودانية، أو عربية، أو أجنبية.
    أنا اعتقد أن قريتنا ما زالت تستمتع بمستوى جيد من عدم التعرف عليها بالرغم من أنها إنشأت قبل الكاملين المدينة بنحو ثلاثمئة عام! لذلك سأظل وراء هذا الأمر ومن أجل ذلك بنيت هذا المنبر.
    آمل أن يستمر المنبر وأن يقدم المفيد وأن يكون مرآة صادقة وجميلة للتعريف بكلكول...
    أشكرك كثير؛
    كل الــــود؛
    المانجلك؛
    blueshade
    blueshade
    قلــــم ذهبــــي
    قلــــم ذهبــــي

    ذكر السرطان

    تاريخ تسجيلي : 14/10/2008
    عدد مساهماتي : 720
    جنسيتي : SuDaNi
    مقيم في : ar-Riyadh
    كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل! Doaa110

    نقاط تفاعلي : 29540
    نقاط سمعتي : 13
    <b>::My:</b> ::My: : $عيون في الغربـــة بكاية$

    قلب2 رد: كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل!

    مُساهمة من طرف blueshade الثلاثاء 30 ديسمبر 2008, 7:09 pm

    نواصل ما بدأناه من تعريف بقرية كلكول؛

    وهذه نبذة تاريخية وجغرافية قصيرة:

    كلكول من القرى التاريخية؛ تقع في قلب الجزية المعطاءة...


    قرية تم تأسيسها قبل تأسيس مدينة الكاملين بـــ300 عام.

    وتقع كلكول في محافظة الكاملين بالقرب من الكاملين المدينة، ويحتضنها النيل الأزرق الخالد في ضفته الغربية في شموخ وإعزاز يحسدها عليه التاريخ...

    ماذا تعني كلكول؟ هنالك عدة أقوال في هذا الصدد...

    أنا أميل لتفسير البروف الراحل عبد الله الطيب، طيب الله ثراه،

    <كلكول تعني الأرض المنخفضة وأرض الكرم والشجاعة>.

    هنالك معلومة تفيد بأن الإمام المهدي قد تلقى جزء من تعليمه الديني على يد الشيخ الأمين ود أبصويلح،

    وقد عاش ذلك الشيخ وتوفى في قرية كلكول نفسها، وما زالت بقايا داره موجودة حسبما أعلم...

    أما أهالي كلكول، فهم من خيرة أهالي السودان علماً وثقافة وحكماً...

    وقد يطول الحديث عنهم وربما أردت التركيز في هذه المرة على جزء من تاريخ وجغرافية القرية وسنواصل لاحقاً؛

    كل الـــــود،

    issa
    issa
    المديـر العـــام

    ذكر الدلو

    تاريخ تسجيلي : 05/11/2008
    عدد مساهماتي : 459
    جنسيتي : سودانى
    مقيم في : الخرطوم
    كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل! Doaa110

    نقاط تفاعلي : 28832
    نقاط سمعتي : 22
    <b>::My:</b> ::My: : لولا امانى النفس وهى حياتها ما طار لى فوق البسيطة طائر

    قلب2 رد: كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل!

    مُساهمة من طرف issa الأربعاء 31 ديسمبر 2008, 1:26 pm

    amirageeb كتب:
    هذه مقدمة تاريخية عن كلكول... والنص جزء من روايتي التي لم تكتمل بعد بالرغم من أنني بدأتها قبل عشر سنوات! إنها مدخل جيد للتعريف بكلكول ذلك الحلم الجميل،،،

    بداية الرواية التي سأنهيها قريباً إن شاء الله...

    كانت إحدى ليالي بواكير الستينات المقمرة حيث اكتمل القمر بدراً يوزع ابتسامته على أنحاء المعمورة بخيوط أضوائه الفضية الرقيقة... ينساب ضوءه بعفوية بريئة ليعانق سهول تلك القرية الحالمة ويزين شوارعها وحواريها، بل وأطفالها المشاكسين بهالاته الضوئية الصافية وهم ما زالوا ببراءتهم القدرية يتراكضون جيئة وذهابا لا يلوون على شيء.

    كانت الحياة تنساب بسيطة سهلة... يوحي لك منظر الصبية وقد اختلطوا عراة الأجساد وانتشروا في جميع أزقة القرية وساحاتها وهم يتقافزون كالعادة وقد خلى تفكيرهم إلا من بقايا عناد وضجيج، وكل همهم أن يظل البدر هكذا دون أن يحتجب في دورته المظلمة... يوحي لك كل هذا بنوع من الارتياح تحسه في كل جنبات القرية... تحسه وأنت تزدحم بضجيج متداخل من الأصوات المتباينة والتي تحسبها تنبعث من اللامكان،،، تسمع نباح الكلاب ونهيق الحمير... وبين الفينة والأخرى تلحظ أن هنالك صوت مخنوق لخروف قام صاحبه بربطه داخل إحدى الحظائر... ومن الغرائب المألوفة أن تسمع صياح الديوك... لعلها وهي في تلك اللحظات المقمرة تحسب أن الصبح قد أطل.

    كل تلك الأصوات المختلفة المصادر تجدها تتداخل مع ضجيج الأطفال فتخالها نوعا من السيمفونيات الفريدة... نوع من الموسيقى العجيبة يدفع في أعماق الإنسان كمية من الأحاسيس المتباينة، محصلتها مزيج غريب من الخوف والسكون في آن واحد... حيث يكون أهل القرية في قمة الاطمئنان وهم يعيشون بصورة طبيعية وسط تلك المتناقضات، والتي تعبر بطريقتها عن تلك القرية الوديعة... تعبر عن كلكول وهي ممدودة بشموخها الأبدي في حضن النيل الخالد تراقب النيل الأزرق وهو يمر من أمامها يحسدها على دلالها القدري....

    بدأ اليل ينسحب إلى الوراء... بدأت الضجة تتلاشى شيئا فشيئا، ومع خيوط السكون التي بدأت تتشابك إذا بالنسيم يحمل إحدى الصرخات القاسية... أدرك أهل القرية بعد القليل من الوقت أنها تأتي من منزل حاج أحمد... وقد انجلى الأمر بأن زوجته البتول تعاني آلام المخاض وقد تجمهرت النساء حولها كالعادة كشعور غريزي بالمشاركة والمؤازرة.

    كانت الحاجة نفيسة (داية القرية) المشهورة قد سبقت كل تلك الحشود وذلك حتى تؤدي دورها الهام والذي تفخر به كل النساء.

    من الجانب الآخر فقد ظل الحاج أحمد خارج الدار ينتظر ما في طيات القدر... يرجو الله سراً، وأحياناً جهراً أن يرزقه أبناً ذكراً حيث أمنية كل الرجال في ذلك الحين، كما وأن له حتى الآن ثلاثة من الإناث هن سمية وفاطمة والزهراء.
    ظل الزمن يسير ببطء والقمر في حركته ناحية الغرب. صمتت القرية تماماً... لم يعد هنالك ضجيج إلا صرخات الحاجة بتول وتضرعاتها، والتي تنطلق بين الفينة والأخرى من أعماق ذلك الدار العتيق فتمزق ذلك الصمت القاسي.

    لما كانت كلكول تتاخم النيل الأزرق من الغرب، كان من البدهي أن يمارس أهلها الزراعة خصوصاً وقد حباهم الله كشأن أجزاء السودان الأخرى بأراضي زراعية شاسعة... أضف لذلك ممارستهم لتربية الحيوانات والتي تتشكل أغلبيتها من الماعز والأبقار...

    كالعادة يصحو الرجال باكراً ويغدون لمزارعهم ويكون دور النساء في صنع الطعام لهم مع مساعدتهم في بعض الأحيان الكثيرة. والكسرة تشكل الغذاء الرئيسي لأهل القرية حيث يتم تناولها بمساعدة الماء؛ وفي أحسن الظروف يقومون بعمل (أمشعيفة) وهي نوع من الويكة تضاف إليها كمية من الماء والبصل وتوضع في النار حتى تنضج... وكثيراً ما يعتمد الناس على مشتقات حيواناتهم من اللبن والسمن، مما يساعدهم على معاركة الدهر والمرض.

    أما الأطفال فنجدهم يقومون بمساعدة ذويهم في الزراعة، وقد يجد المحظوظ منهم فرصته في دخول الخلوة حيث يتعلم بعض الأبجديات وقراءة التنزيل... وأخيراً هناك قسماً يسيراً قد يكون أوفر حظاً فيجد فرصته وينخرط في سلم التعليم إلى الأمام،،، رغم ظلم الأيام والظروف.

    حاجة التومة... تلك العجوز التي تناهز الثمانين من العمر، تجدها قد جلست في مصلايتها بعد أداء فريضة المغرب وقد التف حولها أحفادها الصغار... جلست تحكي لهم كالمعتاد بعض الأحاجي الخرافية... كان الصغار يبدون اهتماماً وانتباهاً عجيباً وهي تروي لهم قصة فاطمة السمحة وأخوها أمحمد... ينطلق صوتها الرصين مسموعاً بوضوح رغم كل تلك الأيام التي تحملها بين طيات حياتها المديدة... كان الصغار يسكنون لدرجة الموت وحاجة التومة تبدأ بروايتها العتيقة....
    كان يا ما كان في الزمن الزمان زول اسمو أمحمد وساكنة معاهو أختو فاطمة السمحة.... تستمر الحاجة التومة في سرد الحكاية، والتي تمجد فيها أمحمد وتروي تفاصيل شجاعته التي أنقذ بها أخته فاطمة من طمع الخاطفين الذين أرادوا بها سوءاً.
    ...............نواصل.....................

    إلى لقاء،

    كل الود،
    المانجلك،



    تعرف يا صديقى يا عامر اننى سأسلك مسلكاً اخر غير الذى سلكه المعقبون قبلى
    وتعرف ايضاً مدى اعجابى ببراعتك فى الكتابة واختيار الالفاظ وسلاسة العبارة وبساطتها ،ولكنى قد توقفت كثيرا عندعبارتك (كمية من الاحاسيس المتابينة ) فلم اجد لها مكاناً فى ادب الروايات او القصص القصيرة فهى عبارة لا ترقى لمستوى ذلك النوع من الادب ، فكان الاحرى مثلاً ان تقول هالة من الاحاسيس ، او ما شابه ،،،ثم ان القصة وبعد ذلك التصوير البديع لليل كلكول الساحر ذهبت بنا الى البتول وهى تعانى الام المخاض وحاج احمد ينتظر قدوم المولود فشرد ذهنى فى بداية القصة وانتظرت مزيدا من الاثارة والاستطالة فى هذا الجانب ولكنى رايت انقلابا مفاجئا وانتقالا الى موضوع اخر ،فاين التسلسل الروائى والقصصى ،اخى عامر
    قد يكون حكمى ظالماً خاصة واننى لم اقرأ كامل الرواية ،ولكن هذه هى انطباعاتى عن الاولى ،فلم اعرف عن ماذا تدور احداث الرواية ؟ هل هى عن كلكول ذلك الحلم الجميل ؟ ام عن البتول وحاج احمد ؟ ام عن حاجة التومة وهى تحكى قصصها للصغار؟
    شكرا اخى عامر على التعريف بقرية كلكول فانت اهل لذلك ومن غيرك يعطى لهذا البلد معنى واسما

    هذا مع تحياتى وشكرى،،،،،،،،،،،،،،،،
    عابر سبيل
    عابر سبيل
    قلــــم مُتَمـــيِّزْ
    قلــــم مُتَمـــيِّزْ

    ذكر الجوزاء

    تاريخ تسجيلي : 13/12/2008
    عدد مساهماتي : 169
    جنسيتي : سوداني
    مقيم في : السعودية - الرياض
    كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل! Doaa110

    نقاط تفاعلي : 28322
    نقاط سمعتي : 11
    <b>::My:</b> ::My: : شايل الدموع يا حبي لامن أعود وأجيك.... أنا آآآه اشتقت ليك

    قلب2 رد: كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل!

    مُساهمة من طرف عابر سبيل الأربعاء 31 ديسمبر 2008, 6:08 pm

    لرؤياك مشتاقين يا كلكول لهيب الشوق يحرق فينا

    وطبعا ظروف السفر كانت قدر مكتوب مسطر من الأزل لينا

    تمر السنين وراها سنين وكل شيء تغير حوالينا

    إلا حبك فينا باقي في دمانا وفي عينينا

    في بعدك مآسينا وفي بعدك تعبنا وشقينا

    حتي النيل بيبكي حزين دموعه تفيض تواسينا

    تسيل حزنانه في الآلام تشاركنا وتواسينا

    خلاص ضاعت الأحلام وبعدت عنا الأيام يا حليل ليالينا

    ونعود إن شاء الله نتلاقي في كلكولنا وميادينا

    وتعود لحلتنا نحن ربيعه ولرياضينا وبساتينا

    وأشجار النخيل تشاركنا وجداول النيل تشاهدنا وتبشرنا

    ونمسح دموع الهم والحزن الساكن فينا ومبكينا


    لك كل التحايا والتقدير
    blueshade
    blueshade
    قلــــم ذهبــــي
    قلــــم ذهبــــي

    ذكر السرطان

    تاريخ تسجيلي : 14/10/2008
    عدد مساهماتي : 720
    جنسيتي : SuDaNi
    مقيم في : ar-Riyadh
    كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل! Doaa110

    نقاط تفاعلي : 29540
    نقاط سمعتي : 13
    <b>::My:</b> ::My: : $عيون في الغربـــة بكاية$

    قلب2 رد: كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل!

    مُساهمة من طرف blueshade الأربعاء 31 ديسمبر 2008, 7:07 pm

    تعرف يا صديقى يا عامر اننى سأسلك مسلكاً اخر غير الذى سلكه المعقبون قبلى
    وتعرف ايضاً مدى اعجابى ببراعتك فى الكتابة واختيار الالفاظ وسلاسة العبارة وبساطتها ،ولكنى قد توقفت كثيرا عندعبارتك (كمية من الاحاسيس المتابينة ) فلم اجد لها مكاناً فى ادب الروايات او القصص القصيرة فهى عبارة لا ترقى لمستوى ذلك النوع من الادب ، فكان الاحرى مثلاً ان تقول هالة من الاحاسيس ، او ما شابه ،،،ثم ان القصة وبعد ذلك التصوير البديع لليل كلكول الساحر ذهبت بنا الى البتول وهى تعانى الام المخاض وحاج احمد ينتظر قدوم المولود فشرد ذهنى فى بداية القصة وانتظرت مزيدا من الاثارة والاستطالة فى هذا الجانب ولكنى رايت انقلابا مفاجئا وانتقالا الى موضوع اخر ،فاين التسلسل الروائى والقصصى ،اخى عامر
    قد يكون حكمى ظالماً خاصة واننى لم اقرأ كامل الرواية ،ولكن هذه هى انطباعاتى عن الاولى ،فلم اعرف عن ماذا تدور احداث الرواية ؟ هل هى عن كلكول ذلك الحلم الجميل ؟ ام عن البتول وحاج احمد ؟ ام عن حاجة التومة وهى تحكى قصصها للصغار؟
    شكرا اخى عامر على التعريف بقرية كلكول فانت اهل لذلك ومن غيرك يعطى لهذا البلد معنى واسما
    هذا مع تحياتى وشكرى،،،،،،،،،،،،،،،،

    شكراً لك عابر سبيل على القصيدة الجميلة في كلكول...

    الأخ العزيز عيسى سيكون لي تعليق على تساؤلاتك لكن ليس في هذا البوست؛ الأمر فيه فسحة كما يقولون والكتابة فنون.

    شكراً لكم؛

    كل الــــود؛

    المهاجر
    المهاجر
    هلـَّتْ الأتــــوار
    هلـَّتْ الأتــــوار

    ذكر الجدي

    تاريخ تسجيلي : 26/07/2009
    عدد مساهماتي : 4
    مقيم في : الدوحة
    كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل! Doaa110

    نقاط تفاعلي : 26999
    نقاط سمعتي : 0
    <b>::My:</b> ::My: : ضع رسالتك هنا

    قلب2 رد: كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل!

    مُساهمة من طرف المهاجر الإثنين 27 يوليو 2009, 1:18 pm

    أرجو مواصلة ...... ذلك الحلم
    blueshade
    blueshade
    قلــــم ذهبــــي
    قلــــم ذهبــــي

    ذكر السرطان

    تاريخ تسجيلي : 14/10/2008
    عدد مساهماتي : 720
    جنسيتي : SuDaNi
    مقيم في : ar-Riyadh
    كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل! Doaa110

    نقاط تفاعلي : 29540
    نقاط سمعتي : 13
    <b>::My:</b> ::My: : $عيون في الغربـــة بكاية$

    قلب2 رد: كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل!

    مُساهمة من طرف blueshade الثلاثاء 28 يوليو 2009, 8:15 am

    المهاجر كتب:
    أرجو مواصلة ...... ذلك الحلم

    شكراً لك الأخ المهاجر؛ لقد ذكرتني بهذا الحلم الجميل وإن شاء الله سيتواصل قريباً لأن "هذا الحلم الجميل هو الجزء الأكبر من الإستراتيجية التي بمقتضاها وبفلسفتها تم إشادة هذا الفضاء"

    مع التحية و...
    كلكـــــول... ذلك الحلم الجميل! 226263 كل الود؛

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 07 مايو 2024, 6:37 am