ألفريد نوبل عالم سويدي ومخترع الديناميت أو كما أطلق عليه البعض "صانع الموت"، اخترع الديناميت والذي لا ندرى إذا كان باختراعه هذا قد أفاد البشرية أم زاد من مأساتها وبعد أن حقق من
وراء ذلك ثروة طائلة وكنوع من التكفير عن الذنب، قرر نوبل أن تستثمر هذه الثروة بعد وفاته
وتوهب على شكل جوائز مادية قيمة تمنح للمبدعين والمتميزين في عدد من المجالات ومن ضمن
هذه المجالات السلام!!، وبذلك أخرج نوبل من جعبة الموت أكبر جائزة في التاريخ.
وتعرف هذه الجائزة باسم صاحب الفضل في وجودها وهي "جائزة نوبل" والتي يخصص لها حفل
سنوي رسمي ضخم يقوم فيه ملك السويد بمنح الجائزة لمستحقيها في فروعها المختلفة، والتي نصت عليها وصية نوبل.
النشأة
وُلد نوبل في 21 أكتوبر عام 1833م بالعاصمة السويدية ستوكهولم، والده هو عمانوئيل نوبل والذي كان يعمل كمهندس مدني في إنشاء الطرق والكباري، كما كانت له هوايته الخاصة والتي
يمكننا إطلاق لفظ "الهواية المدمرة" عليها فلقد كان مخترعاً للمتفجرات والألغام.
نظراً للظروف السيئة التي مرت بها أسرة نوبل فقد قرر الأب السفر إلى فنلندا أملاً في الحصول على مصدر أفضل للدخل ومن فنلندا أنطلق إلى بطرسبرج، وفي هذه المدينة قام بإنشاء إحدى الورش الميكانيكية ومع توسع عمله وعقده للعديد من الصفقات مع الجيش الروسي حيث عمل على اختراع الألغام البحرية والتي استخدمها الجيش الروسي في حربه، انتعشت أحواله المادية وأصبح في
مقدرته استدعاء أسرته للعيش معه في المكان الجديد.
ونظراً للجهود التي بذلها عمانوئيل للجيش الروسي فقد تم منحه وسام الإمبراطور الذهبي من قيصر روسيا.
تعليمه واتجاهاته
بعد تحسن مستوى الأسرة وتحقق قدر من الرفاهية المعيشية لها تمكن الأب من ضمان مستوى راقي من التعليم لأولاده، وتميز ألفريد وبرز نبوغه بين أخوته فأقبل على التعليم بشغف فدرس الطبيعة والكيمياء واللغات وغيرهم من العلوم وما أن وصل إلى سن السابعة عشر حتى كان متقن لعدد من اللغات مثل الروسية، الفرنسية، الإنجليزية، الألمانية، كانت ميول ألفريد أولاً تتجه نحو الأدب والشعر ولكن الأب أبى أن يكون مستقبل ولده بهذا القدر من السلم والهدوء ولم لا وهو مخترع المتفجرات والألغام، فقد قام بإرسال الفريد لإكمال دراسته في الكيمياء فتنقل بين عدد من الدول مثل السويد وألمانيا وفرنسا وأمريكا.
هذا الشبل من ذاك الأسد
بدأ اهتمام ألفريد نوبل وهو في رحلته العلمية بباريس يتوجه تدريجياً نحو الكيمياء والمتفجرات، وأصبحت تسري إليه ميول والده في هذا المجال فقام بالالتحاق بمعمل البروفيسور بيلوز، كما توطدت علاقته بالإيطالي "أسانوي سوبر يرو" والذي قام بالتوصل إلي تحضير النيتروجليسرين والذي يعرف كمادة شديدة الانفجار، كما التقى بالمخترع السويدي الأمريكي "جوذا أريكسون"
وكانت لهذه العلاقات التي نشأت بين الفريد وغيره من المخترعين في مجال التفجيرات والمفرقعات، بالإضافة لتشجيع والده بالغ الأثر في توجه الفريد إلى هذا المجال.
وشكل ألفريد ووالده بعد ذلك فريق عمل من أجل إنتاج المفرقعات وإجراء التجارب المختلفة عليها، فقام الاثنان بالعودة إلى ستوكهولم مرة أخرى وأنشأ مصنع لتصنيع مادة النيتروجلسرين الشديدة الانفجار فقاما بإنتاج كميات كبيرة منها.
مأساة في حياة نوبل
تأتي الرياح دائماً بما لا تشتهي السفن حيث أنفجر المصنع الذي عمل هو ووالده على إنشائه بشكل مروع في عام 1864م، ولكن لم يكن هذا كل شيء، فلقد تسبب هذا الانفجار في مقتل الأخ الأصغر لألفريد، مما ترك بالغ الأثر في نفسيته وعمل جاهداً من أجل محاولة ترويض هذه المواد المدمرة وجعلها تطوع في خدمة الإنسان وليس العكس.
ديناميت نوبل سلام أم دمار
ومن الاختراعات الهامة والتي لا ندري إذا كانت أفادت البشرية فعلاً أو زادت من مأساتها اختراع الديناميت والذي قام ألفريد باختراعه عام 1866م وحصل عنه على براءة اختراع.
هذا الاختراع الذي لاقى رواجاً وقبولاً واسعاً من قبل العديد من الشركات والهيئات فتهافتت عليه شركات البناء والمناجم، بالإضافة للجهات العسكرية وتم إنشاء العشرات من المصانع في العديد من الدول لإنتاج الديناميت، وتضاعفت ثروة نوبل أضعاف مضاعفة وتكدست أمواله نتيجة لاختراعه حتى أصبح من أغنى أغنياء العالم.
ولكن هل كان ألفريد نوبل يعتقد في حقيقة الأمر وبداخل قرارة نفسه أن الديناميت سوف يستخدم من أجل الأمور السلمية فقط، لا أعتقد ذلك لأن العديد من دول العالم لا تجد سلاحاً جديداً إلا تسعى وراءه من أجل استخدامه في فرض القوة والسيطرة على الآخرين وتحقيق رغباتها بالتملك وفرض النفوذ ما بالنا بسلاح له هذه القوة التفجيرية في ذلك العصر!!
لم يستطع نوبل رسم هذه الصورة الوردية لأصابع الديناميت البريئة التي قام باختراعها والتي تسببت بالفعل في كوارث بشرية في العديد من الحروب حيث استخدمت على نطاق واسع فيها، فقد تكلم نوبل عن أهميتها في تمكين الإنسان من استخراج الثروات من المناجم وباطن الأرض وقدرتها على تسخير الطبيعة للإنسان فيستطيع شق الطرق وحفر الأنفاق بها وغيرها من الأمور السلمية والتي تمكن الإنسان من الحصول على العديد من الثروات التي لا تطولها يديه، ولكن الذي لم يتمكن منه نوبل هو منع القوات العسكرية أيضاً من استخدامها في تفجير أشياء أخرى يأتي في مقدمتها الإنسان نفسه، والذي لم يدركه نوبل حين اخترع هذا الدمار أو الديناميت كما أطلق عليه أن النفس البشرية ليست بهذا القدر من الملائكية وإنها تندفع نحو السلام فقط دون الحرب، فاختراعه هذا كان متاح للجميع سواسية سواء أرادوا سلماً أو حرباً. (( .. ويجب أن يستخدم كل ما يتبقى من ثروتي على النحو التالي:
يستثمر منفذو هذه الوصية راس المال في تأمينات مضمونة ، ويشكل صندوق توزع أرباحه السنوية على شكل جوائز تمنح لأولئك الذين يكونون قد قدموا اعظم نفع للبشرية .
وتقسم تلك الفائدة الى خمسة انصبة متساوية تخصص على الوجه التالي : نصيب يذهب الى الشخص الذي قام باهم اكتشاف او اختراع في ميدان الطبيعة ، ونصيب الى الشخص الذي قام باهم اكتشاف او تحسين في الكيمياء ، وآخر الى الشخص الذي قام باهم اكتشاف في ميدان الطب او الفسيولوجيا ، ورابع الى من قدم ابرز عمل في ميدان الادب ذي اتجاه وميول مثالية ، ونصيب خامس الى من قام باكبر عمل او افضله لتحقيق الاخاء بين الامم او لالغاء او خفض الجيوش القائمة او لعقد مؤتمرات السلام وتشجيعها … وان رغبتي الصريحة هي ألاّ يوضع أي اعتبار عند تقديم الجوائز لجنسية المرشحين لها ، ولكن الذي يستحقها هو الذي يتسلمها ، سواء كان اسكندنافيا ام لا )) .
من وصية الفرد نوبل التي كتبها في 27 / 11 / 1896 م ، قبل وفاته بأسبوعين . يقترن اسم هذا الرجل بشيئين اثنين ، اولهما : الجائزة المشهورة ـ جائزة نوبل ـ التي يعتبر الحصول عليها كسبا ادبيا ومعنويا عظيما اكثر منه ماديا ـ وان كانت قيمتها المادية ايضا ليست بالقليلة ـ ،
وثانيهما : اكتشافه للديناميت ، ذلك الاكتشاف الذي استعمله البشر ـ كالعادة ـ للشر اكثر مما استعملوه للخير .
ولد الفرد نوبل في ستوكهولم عاصمة السويد في عام 1833 ، من عائلة فقيرة ، ولم يستطع استيعاب دراسة رسمية منظمة ، فترك المدرسة بعد فصلين دراسيين فقط ، ولكنه استطاع بعقليته المتوقدة وذكائه الحاد ان يواصل تعليمه بنفسه ليؤهل نفسه ليكون كيمياويا ومهندسا ، وقد سافر نوبل الى خارج بلاده عام 1850 لاكمال دراسته الهندسية ، وقضى سنة في الولايات المتحدة الامريكية ، وزمنا طويلا في سانت بطرسبورغ ، واخيرا عاد الى بلاده ليكرس علمه وجهده في دراسة غريبة … تطوير المتفجرات .
وبعد سنوات من الجهد والمثابرة ، نجح في اختراع الديناميت .. ثم ابتدع متفجرات اخرى ، ثم اخترع ـ اخيرا ـ جهاز تفجير المواد الناسفة الذي لا يمكن بدونه استخدام المتفجرات .
ومن صناعة المتفجرات ، واستغلال حقول نفط باكو في روسيا ، جمع نوبل ثروة طائلة ، ولكنه كان معتل الصحة ، بقي يكافح المرض طيلة حياته التي قضاها عزبا لم يتزوج .
كان هذا الرجل العبقري مجموعة من المتناقضات ، كان معتل الصحة طيلة حياته ، ومع هذا استطاع ان يقوم باعمال باهرة يعجز عنها الاصحاء ، ومن الفقر والمتاعب في بدء حياته ، استطاع ان يكون ثروة ضخمة ، ولم يتلق تعليما منظما ، ومع هذا استطاع ان يحل اعقد المشكلات العلمية ، وكرس حياته لاختراع الديناميت ، ومع هذا كان يكره العنف والحرب ويعتبرها (( هول الاهوال واكبر الجرائم )) ، واصبح من كبار الأثرياء والرأسماليين ، ومع هذا كان يؤمن بالاشتراكية ، وكان عالما عمليا ورجل اعمال من الطراز الاول ، ومع هذا كان شاعرا حالما خياليا ينظم الشعر ويترجم الادب الاجنبي الذي يعجبه ـ وخاصة ادب فولتير ـ ويؤلف القصص ـ وهي قصص لم تنشر مثل (( في افريقيا المضيئة )) و (( الشقيقان )) ـ وكان متشائما كثير الشك لم ينعم بالسعادة وراحة البال ، ومع هذا كان صديقا للانسانية ، وقضى حياته عزبا..
ومع هذا فقد احب ثلاثة مرات في حياته ، كانت الاولى حب شبابه الاول في باريس عام 1856 م ، وكانت فتاة جميلة جذابة بادلته الحب ولكنها توفيت في ميعة الصبا ، فكانت وفاتها صدمة عنيفة لقلبه الشاب ، لم يفق منها الا بعد عشرين عاما عندما خفق قلبه مرة اخرى عام 1876 م ، وهو في الثالثة والاربعين من عمره لسكرتيرته الجميلة الكونتيسة بيرتا كينسكي ، كان رجلا في عنفوان رجولته ، وثريا ومشهورا ، ولكنه عندما صارحها بعواطفه ، صارحته هي بدورها انها تحب رجلا آخر ما لبثت ان تركت عملها مع نوبل لتتزوجه ، وليندفع نوبل بعدها بشهور الى حبه الثالث والاخير عندما التقى بفتاة جميلة تبيع الزهور في فيينا ، كان اسمها صوفي ، وكانت في العشرين ، ومن اسرة متواضعة ، وقد تعلق بها نوبل كثيرا ، اسكنها شقة فاخرة في باريس ، واغدق عليها في الانفاق ، وحاول ان يجعل منها ـ وهي الفتاة الامية ـ فتاة مثقفة ، لكي يرتبط بها ، ولكنه فشل في ذلك فشلا ذريعا ، ورغم انه لم يتزوجها ، الا انه لم يتخل عن رعايتها والاهتمام بشؤونها ، وترك لها في وصيته مبلغا كبيرا .
ماذا كان هذا الرجل يقول عن اختراعه الجهنمي .. الديناميت .. كان يقول : (( ليس هناك من شئ في العالم لا يمكن ان يساء فهمه او استخدامه )) ، وبينما كان هو يريد استخدام المتفجرات التي اخترعها في اعمال المناجم والمواصلات ، فقد راعه ان هذه المتفجرات قد استخدمت في الحروب وقتل الانسان .
كيف كان هذا الرجل في حياته الخاصة ؟ كان يعيش حياة بسيطة ، يرتدي ملابس عملية متواضعة ، بحيث ان من يراه لا يتصوره ابدا رجلا مشهورا او ثريا ، ولكنه اذا تحدث ، ادرك من يحدثه على الفور انه رجل منطقي دقيق ، وقد عاش نوبل حياته كلها يتناول غذاء بسيطا معينا ، ولم يكن يدخن ولم يكن يشرب الخمر او يلعب الورق ، كما انه لم يرقص طيلة حياته في أي حفلة حضرها ، ولم يتعلم العزف على الة موسيقية .
وقد بقيت صورته في خيال الذين عاصروه وعايشوه … انسان متوحد حزين ، ولكنه مهذب ودود توفى نوبل في 10 ديسمبر عام 1896م في مدينة سان ريمون الإيطالية.
وراء ذلك ثروة طائلة وكنوع من التكفير عن الذنب، قرر نوبل أن تستثمر هذه الثروة بعد وفاته
وتوهب على شكل جوائز مادية قيمة تمنح للمبدعين والمتميزين في عدد من المجالات ومن ضمن
هذه المجالات السلام!!، وبذلك أخرج نوبل من جعبة الموت أكبر جائزة في التاريخ.
وتعرف هذه الجائزة باسم صاحب الفضل في وجودها وهي "جائزة نوبل" والتي يخصص لها حفل
سنوي رسمي ضخم يقوم فيه ملك السويد بمنح الجائزة لمستحقيها في فروعها المختلفة، والتي نصت عليها وصية نوبل.
النشأة
وُلد نوبل في 21 أكتوبر عام 1833م بالعاصمة السويدية ستوكهولم، والده هو عمانوئيل نوبل والذي كان يعمل كمهندس مدني في إنشاء الطرق والكباري، كما كانت له هوايته الخاصة والتي
يمكننا إطلاق لفظ "الهواية المدمرة" عليها فلقد كان مخترعاً للمتفجرات والألغام.
نظراً للظروف السيئة التي مرت بها أسرة نوبل فقد قرر الأب السفر إلى فنلندا أملاً في الحصول على مصدر أفضل للدخل ومن فنلندا أنطلق إلى بطرسبرج، وفي هذه المدينة قام بإنشاء إحدى الورش الميكانيكية ومع توسع عمله وعقده للعديد من الصفقات مع الجيش الروسي حيث عمل على اختراع الألغام البحرية والتي استخدمها الجيش الروسي في حربه، انتعشت أحواله المادية وأصبح في
مقدرته استدعاء أسرته للعيش معه في المكان الجديد.
ونظراً للجهود التي بذلها عمانوئيل للجيش الروسي فقد تم منحه وسام الإمبراطور الذهبي من قيصر روسيا.
تعليمه واتجاهاته
بعد تحسن مستوى الأسرة وتحقق قدر من الرفاهية المعيشية لها تمكن الأب من ضمان مستوى راقي من التعليم لأولاده، وتميز ألفريد وبرز نبوغه بين أخوته فأقبل على التعليم بشغف فدرس الطبيعة والكيمياء واللغات وغيرهم من العلوم وما أن وصل إلى سن السابعة عشر حتى كان متقن لعدد من اللغات مثل الروسية، الفرنسية، الإنجليزية، الألمانية، كانت ميول ألفريد أولاً تتجه نحو الأدب والشعر ولكن الأب أبى أن يكون مستقبل ولده بهذا القدر من السلم والهدوء ولم لا وهو مخترع المتفجرات والألغام، فقد قام بإرسال الفريد لإكمال دراسته في الكيمياء فتنقل بين عدد من الدول مثل السويد وألمانيا وفرنسا وأمريكا.
هذا الشبل من ذاك الأسد
بدأ اهتمام ألفريد نوبل وهو في رحلته العلمية بباريس يتوجه تدريجياً نحو الكيمياء والمتفجرات، وأصبحت تسري إليه ميول والده في هذا المجال فقام بالالتحاق بمعمل البروفيسور بيلوز، كما توطدت علاقته بالإيطالي "أسانوي سوبر يرو" والذي قام بالتوصل إلي تحضير النيتروجليسرين والذي يعرف كمادة شديدة الانفجار، كما التقى بالمخترع السويدي الأمريكي "جوذا أريكسون"
وكانت لهذه العلاقات التي نشأت بين الفريد وغيره من المخترعين في مجال التفجيرات والمفرقعات، بالإضافة لتشجيع والده بالغ الأثر في توجه الفريد إلى هذا المجال.
وشكل ألفريد ووالده بعد ذلك فريق عمل من أجل إنتاج المفرقعات وإجراء التجارب المختلفة عليها، فقام الاثنان بالعودة إلى ستوكهولم مرة أخرى وأنشأ مصنع لتصنيع مادة النيتروجلسرين الشديدة الانفجار فقاما بإنتاج كميات كبيرة منها.
مأساة في حياة نوبل
تأتي الرياح دائماً بما لا تشتهي السفن حيث أنفجر المصنع الذي عمل هو ووالده على إنشائه بشكل مروع في عام 1864م، ولكن لم يكن هذا كل شيء، فلقد تسبب هذا الانفجار في مقتل الأخ الأصغر لألفريد، مما ترك بالغ الأثر في نفسيته وعمل جاهداً من أجل محاولة ترويض هذه المواد المدمرة وجعلها تطوع في خدمة الإنسان وليس العكس.
ديناميت نوبل سلام أم دمار
ومن الاختراعات الهامة والتي لا ندري إذا كانت أفادت البشرية فعلاً أو زادت من مأساتها اختراع الديناميت والذي قام ألفريد باختراعه عام 1866م وحصل عنه على براءة اختراع.
هذا الاختراع الذي لاقى رواجاً وقبولاً واسعاً من قبل العديد من الشركات والهيئات فتهافتت عليه شركات البناء والمناجم، بالإضافة للجهات العسكرية وتم إنشاء العشرات من المصانع في العديد من الدول لإنتاج الديناميت، وتضاعفت ثروة نوبل أضعاف مضاعفة وتكدست أمواله نتيجة لاختراعه حتى أصبح من أغنى أغنياء العالم.
ولكن هل كان ألفريد نوبل يعتقد في حقيقة الأمر وبداخل قرارة نفسه أن الديناميت سوف يستخدم من أجل الأمور السلمية فقط، لا أعتقد ذلك لأن العديد من دول العالم لا تجد سلاحاً جديداً إلا تسعى وراءه من أجل استخدامه في فرض القوة والسيطرة على الآخرين وتحقيق رغباتها بالتملك وفرض النفوذ ما بالنا بسلاح له هذه القوة التفجيرية في ذلك العصر!!
لم يستطع نوبل رسم هذه الصورة الوردية لأصابع الديناميت البريئة التي قام باختراعها والتي تسببت بالفعل في كوارث بشرية في العديد من الحروب حيث استخدمت على نطاق واسع فيها، فقد تكلم نوبل عن أهميتها في تمكين الإنسان من استخراج الثروات من المناجم وباطن الأرض وقدرتها على تسخير الطبيعة للإنسان فيستطيع شق الطرق وحفر الأنفاق بها وغيرها من الأمور السلمية والتي تمكن الإنسان من الحصول على العديد من الثروات التي لا تطولها يديه، ولكن الذي لم يتمكن منه نوبل هو منع القوات العسكرية أيضاً من استخدامها في تفجير أشياء أخرى يأتي في مقدمتها الإنسان نفسه، والذي لم يدركه نوبل حين اخترع هذا الدمار أو الديناميت كما أطلق عليه أن النفس البشرية ليست بهذا القدر من الملائكية وإنها تندفع نحو السلام فقط دون الحرب، فاختراعه هذا كان متاح للجميع سواسية سواء أرادوا سلماً أو حرباً. (( .. ويجب أن يستخدم كل ما يتبقى من ثروتي على النحو التالي:
يستثمر منفذو هذه الوصية راس المال في تأمينات مضمونة ، ويشكل صندوق توزع أرباحه السنوية على شكل جوائز تمنح لأولئك الذين يكونون قد قدموا اعظم نفع للبشرية .
وتقسم تلك الفائدة الى خمسة انصبة متساوية تخصص على الوجه التالي : نصيب يذهب الى الشخص الذي قام باهم اكتشاف او اختراع في ميدان الطبيعة ، ونصيب الى الشخص الذي قام باهم اكتشاف او تحسين في الكيمياء ، وآخر الى الشخص الذي قام باهم اكتشاف في ميدان الطب او الفسيولوجيا ، ورابع الى من قدم ابرز عمل في ميدان الادب ذي اتجاه وميول مثالية ، ونصيب خامس الى من قام باكبر عمل او افضله لتحقيق الاخاء بين الامم او لالغاء او خفض الجيوش القائمة او لعقد مؤتمرات السلام وتشجيعها … وان رغبتي الصريحة هي ألاّ يوضع أي اعتبار عند تقديم الجوائز لجنسية المرشحين لها ، ولكن الذي يستحقها هو الذي يتسلمها ، سواء كان اسكندنافيا ام لا )) .
من وصية الفرد نوبل التي كتبها في 27 / 11 / 1896 م ، قبل وفاته بأسبوعين . يقترن اسم هذا الرجل بشيئين اثنين ، اولهما : الجائزة المشهورة ـ جائزة نوبل ـ التي يعتبر الحصول عليها كسبا ادبيا ومعنويا عظيما اكثر منه ماديا ـ وان كانت قيمتها المادية ايضا ليست بالقليلة ـ ،
وثانيهما : اكتشافه للديناميت ، ذلك الاكتشاف الذي استعمله البشر ـ كالعادة ـ للشر اكثر مما استعملوه للخير .
ولد الفرد نوبل في ستوكهولم عاصمة السويد في عام 1833 ، من عائلة فقيرة ، ولم يستطع استيعاب دراسة رسمية منظمة ، فترك المدرسة بعد فصلين دراسيين فقط ، ولكنه استطاع بعقليته المتوقدة وذكائه الحاد ان يواصل تعليمه بنفسه ليؤهل نفسه ليكون كيمياويا ومهندسا ، وقد سافر نوبل الى خارج بلاده عام 1850 لاكمال دراسته الهندسية ، وقضى سنة في الولايات المتحدة الامريكية ، وزمنا طويلا في سانت بطرسبورغ ، واخيرا عاد الى بلاده ليكرس علمه وجهده في دراسة غريبة … تطوير المتفجرات .
وبعد سنوات من الجهد والمثابرة ، نجح في اختراع الديناميت .. ثم ابتدع متفجرات اخرى ، ثم اخترع ـ اخيرا ـ جهاز تفجير المواد الناسفة الذي لا يمكن بدونه استخدام المتفجرات .
ومن صناعة المتفجرات ، واستغلال حقول نفط باكو في روسيا ، جمع نوبل ثروة طائلة ، ولكنه كان معتل الصحة ، بقي يكافح المرض طيلة حياته التي قضاها عزبا لم يتزوج .
كان هذا الرجل العبقري مجموعة من المتناقضات ، كان معتل الصحة طيلة حياته ، ومع هذا استطاع ان يقوم باعمال باهرة يعجز عنها الاصحاء ، ومن الفقر والمتاعب في بدء حياته ، استطاع ان يكون ثروة ضخمة ، ولم يتلق تعليما منظما ، ومع هذا استطاع ان يحل اعقد المشكلات العلمية ، وكرس حياته لاختراع الديناميت ، ومع هذا كان يكره العنف والحرب ويعتبرها (( هول الاهوال واكبر الجرائم )) ، واصبح من كبار الأثرياء والرأسماليين ، ومع هذا كان يؤمن بالاشتراكية ، وكان عالما عمليا ورجل اعمال من الطراز الاول ، ومع هذا كان شاعرا حالما خياليا ينظم الشعر ويترجم الادب الاجنبي الذي يعجبه ـ وخاصة ادب فولتير ـ ويؤلف القصص ـ وهي قصص لم تنشر مثل (( في افريقيا المضيئة )) و (( الشقيقان )) ـ وكان متشائما كثير الشك لم ينعم بالسعادة وراحة البال ، ومع هذا كان صديقا للانسانية ، وقضى حياته عزبا..
ومع هذا فقد احب ثلاثة مرات في حياته ، كانت الاولى حب شبابه الاول في باريس عام 1856 م ، وكانت فتاة جميلة جذابة بادلته الحب ولكنها توفيت في ميعة الصبا ، فكانت وفاتها صدمة عنيفة لقلبه الشاب ، لم يفق منها الا بعد عشرين عاما عندما خفق قلبه مرة اخرى عام 1876 م ، وهو في الثالثة والاربعين من عمره لسكرتيرته الجميلة الكونتيسة بيرتا كينسكي ، كان رجلا في عنفوان رجولته ، وثريا ومشهورا ، ولكنه عندما صارحها بعواطفه ، صارحته هي بدورها انها تحب رجلا آخر ما لبثت ان تركت عملها مع نوبل لتتزوجه ، وليندفع نوبل بعدها بشهور الى حبه الثالث والاخير عندما التقى بفتاة جميلة تبيع الزهور في فيينا ، كان اسمها صوفي ، وكانت في العشرين ، ومن اسرة متواضعة ، وقد تعلق بها نوبل كثيرا ، اسكنها شقة فاخرة في باريس ، واغدق عليها في الانفاق ، وحاول ان يجعل منها ـ وهي الفتاة الامية ـ فتاة مثقفة ، لكي يرتبط بها ، ولكنه فشل في ذلك فشلا ذريعا ، ورغم انه لم يتزوجها ، الا انه لم يتخل عن رعايتها والاهتمام بشؤونها ، وترك لها في وصيته مبلغا كبيرا .
ماذا كان هذا الرجل يقول عن اختراعه الجهنمي .. الديناميت .. كان يقول : (( ليس هناك من شئ في العالم لا يمكن ان يساء فهمه او استخدامه )) ، وبينما كان هو يريد استخدام المتفجرات التي اخترعها في اعمال المناجم والمواصلات ، فقد راعه ان هذه المتفجرات قد استخدمت في الحروب وقتل الانسان .
كيف كان هذا الرجل في حياته الخاصة ؟ كان يعيش حياة بسيطة ، يرتدي ملابس عملية متواضعة ، بحيث ان من يراه لا يتصوره ابدا رجلا مشهورا او ثريا ، ولكنه اذا تحدث ، ادرك من يحدثه على الفور انه رجل منطقي دقيق ، وقد عاش نوبل حياته كلها يتناول غذاء بسيطا معينا ، ولم يكن يدخن ولم يكن يشرب الخمر او يلعب الورق ، كما انه لم يرقص طيلة حياته في أي حفلة حضرها ، ولم يتعلم العزف على الة موسيقية .
وقد بقيت صورته في خيال الذين عاصروه وعايشوه … انسان متوحد حزين ، ولكنه مهذب ودود توفى نوبل في 10 ديسمبر عام 1896م في مدينة سان ريمون الإيطالية.
الأحد 28 يونيو 2020, 8:26 am من طرف amirageeb
» تجربتي مع برنامج الواتس اب تعالو شوفو اللي حصل
السبت 08 أبريل 2017, 8:11 pm من طرف zezeey saad
» برنامج مشاهدة الكره الارضيه بكل وضوح EarthView 4.5
الثلاثاء 01 نوفمبر 2016, 2:57 pm من طرف كمال الزيتوني
» عيد سعيد وكل عام والناس بخير
الأربعاء 06 يوليو 2016, 12:54 am من طرف blueshade
» مبادرة شباب كلكول
الجمعة 29 أبريل 2016, 1:14 pm من طرف amirageeb
» وعندك واحد جقاجق
الخميس 03 مارس 2016, 9:15 pm من طرف al-pegaa
» أحلي صباح
الثلاثاء 20 أكتوبر 2015, 9:18 am من طرف احلام
» عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير
الجمعة 17 يوليو 2015, 10:45 am من طرف amirageeb
» واجب وعزاء
السبت 18 أبريل 2015, 4:42 pm من طرف amirageeb
» إعادة توجيه "اللوحات العظيمة من أحد أعضاء منتدياتنا"
الأربعاء 03 سبتمبر 2014, 10:37 am من طرف زاهر النهيا