طلب الوالي من أهل القرية طلبًا غريبًا في محاولة منه لمواجهة خطر القحط والجوع

وأخبرهم بأنه سيضع قِدرًا كبيرًا في وسط القرية



وعلى كل رجل وامرأة أن يضع في القِدر كوبًا من اللبن

بشرط أن يضع كل واحد الكوب لوحده من غير أن يشاهده أحد

هرع الناس لتلبية طلب الوالي

كل منهم تخفى بالليل وسكب ما في الكأس الذي يخصه





وفي الصباح فتح الوالي القدر.. وماذا شاهد؟



القدر امتلأ بالماء!!!

أين اللبن؟!



ولماذا وضع كل واحد من الرعية الماء بدلاً من اللبن؟‍!



كل واحد من الرعية.. قال في نفسه:

[إن وضعي لكوب واحد من الماء لا يؤثر على كمية اللبن الكبيرة التي سيضعها الناس في القرية]



وكل واحد اعتمد على غيره في رعاية مصالح البلد

وكل واحد منهم فكر بالطريقة نفسها التي فكر فيها أخوه

وكل واحد منهم ظن أنه هو الوحيد الذي سكب ماءً بدلاً من اللبن

والنتيجة التي حدثت أن الجوع عم هذه القرية

ومات الكثيرون منهم ولم يجدوا ما يعينهم وقت الأزمات

هل تصدق أنك تملأ الأكواب بالماء في أشد الأوقات التي نحتاج منك أن تملأها باللبن؟

إخواني وأخواتي

حاولوا أن تملؤوا الأكواب لبنًا

هذه قصة مأسوية ومعبرة توضح عدم الاخلاص والولاء والكذب لدى الناس خصوصا اذا لم توضع رقابة صارمة عليهم كما وتوضح ايضاً مبدأ اقتصادى معروف يسمى بـFREE RIDER PROBLEMS _مشاكل الراكب المجان_ وهو مبدأ يقوم على الاتكالية اذ يقول كل فرد من افراد المجتمع بان هذا الامر سيقوم به فلان وهكذا.

كما تذكرنى هذه القصة بقصة مشابهة كنت قد قرأتها فى احدى كتب اللغة الانجليزية المقررة على المدارس الوسطى سابقاً حول شيخ قبيلة سودانية وأحد الخواجات الذين جاءؤا الى السودان ابان وجود المستعمر ،اذ فقد هذا الخواجة بعض اشياءه الثمينة فى ليلة ما ،فاخبر شيخ القبيلة بذلك ،فقام شيخ القبيلة بجمع رجال القبيلة عن بكرة ابيهم وطلب منهم دخول خيمة معينة ولمس ذيل حماره القابع فى وسط الخيمة فاذا نهق الحمار كشف عن اللص ،فدخل جميع افراد القبيلة الى الخيمة فرداً فرداً ولم ينهق حمار الشيخ ابداً فانزعج الخواجة واتهم الشيخ بالبلادة والغباء اذ كيف يعقل ان يعرف الحمار اللص ،ولكن الشيخ الوقور لم يتعجل ولم ينزعج ،فأمر رجاله بالاصطفاف فى صف واحد وقال لهم "ليخرج كل واحد منكم يديه الى الامام" وقام بالمرور عليه واحداً تلو الواحد الى ان وقف عند احدهم وقال له انت السارق ،فاعترف الرجل واحضر مسروقات الخواجة اليه ، فتعجب الخواجة واعتذر عما بدر منه للشيخ وقال له كيف عرفت السارق،فقال الشيخ بكل برود هذا الرجل لم يلمس ذيل الحمار خوفاً من ان ينهق لعلمه انه السارق وكنت قبلها قد وضعت مسحوقاً على ذيل الحمار ،فكان كل واحد من الرجال يلمس ذيل الحمار ولا يخشى نهيقه لانه متأكد من انه لم يسرق الخواجة.

فى الوقت الذى يجب ان يملاء ساستنا القدر الكبير (السودان) باللبن نجدهم يتسارعون الى دفق المويه العكرانة بداخلة والبعض لا يكتفى بالماء بل يذهب الى الدم فى بعض الاحيان ليغرق القدر ومن فيهو بدماء ابرياء تسيل لتعلن الفرقة والشتات والانقسام والانفصال

ارحمونا ولمو شملنا عشان كلنا نملاء السودان باللبن

بالله عليكم مش احسن ...