[/size]منذ الصباح الباكر يكون الناس جميعا في شرق السودان مهمومون بشيء واحد هو تناول فنجان او فناجين من مشروب القهوة في جلسة ذات طقوس خاصة تصلح لان تكون رواية تثير كثيرا من الدهشة والاعجاب،
فهم عادة ما يبدأون يومهم بها ويختمونه ايضا بالقهوة
ومنذ قديم الزمان ظلت جلسة القهوة في شرق السودان ومناطق أخرى في غربه وشماله مكانا. يجتمع فيه حتى كبار القوم لينداحوا مع الحكاوي والدردشة قبل ان يتفرغوا الى أعمالهم،
فللقهوة عند الشرقيين في السودان مكانة عالية ورمز للكرم والشهامة كما انها تتميز عندهم بشكل خاص سكان الشرق من غيرهم اذ تختلف عنها طقوسها قليلا عن بقية الاقاليم الاخرى.
وتسمى الجلسة او مكان التجمع لشرب القهوة في شرق السودان حسب لهجة قومية "البجا" صاحبة الاكثرية في الاقليم ، تسمى "سنكاب".ول السنكاب في مدن الشرق تحديدا مناطق معروفة اشتهرت به منذ قديم الزمان،هناك قهاوي تسمى "الثلج" في سوق كسلا القريبة من الحدود مع ارتريا واكبر المدن السياحية في الاقليم اضافة الى مجموعة قهاوي أخرى في مدينة بورتسودان الساحلية منها قهوة في حي ديم عرب و سواكن .ويقول الباحث في تراث شرق السودان .. ان للقهوة وقتين في شرق السودان الاول منذ ان يصحو الناس في الصباح الباكر والثاني في نهاية اليوم في الليل، ويضيف "الجلوس في مجالس القهوة علي بنابر" مقاعد "منسوجة من سعف الدوم"، ويتابع "الانسان الذي لا ينتمي الى الاقليم الشرقي لا يستطيع الجلوس على هذه البنابر لان الجلوس عليها صعب جدا لذلك غالبا ما يكون مميزا في طريقة جلوسه، وبالتالي يقول الجميع هناك انه ليس من شرق السودان. وتصنع ادوات القهوة غالبا من الطين الفخاري، واشتهرت منطقة "وقر" في الشرق بهذه الصناعة وامتد انتاجها ليغطي كل أسواق السودان، فالشرقيون قد يصابون بالدهشة الشديدة عندما يعزمونك على فنجان قهوة وتقول انك ليس من روادها او انك لاتشرب القهوة.. فان ساقتك الاقدار الى هناك فاشرب متى ما عزمت لانك إن رفضت ستكون مثار نكتة ومضحكة بين الناس في هوية مميزة للسكان هناك.وسنكاب القهوة سواء كان في المنزل او مواقعها التجارية المعروفة تميزه طقوس بعينها فغالبا ما تكون الارض مفروشة بالرمل ومرشوشة بالماء اضافة الى وجود أدواتها المزركشة بالالوان اضافة الى بنابر غالبا ما تكون منسوجة بسعف الدوم او النخيل كما جرت العادة في شمال السودان وتتميز هذه البنابر "المقاعد" بكون ارتفاعها لا يزيد عن الاربعين سنت متر مع وجود مجموعة مقاعد صغيرها يسميها الناس "الطقاطيق".ومن أدوات القهوة كما يقول ابو ادريس ل"الرياض" موقد فحم نباتي يسمى "كانون" مع قدح من الخشب يسمى قلاية او مقلاة وهو الاناء الذي يحمص به البن و"فندك" اداة لسحن البن يصاحبه بتعطيش قضيب من الحديد"، ثم اناء يسمى "الشرقرق" وهو ما تحضر فيه القهوة ثم مبخر او مخبر كما يسميه البعض كناية عن الاخبار، حيث كانت هنالك ومازالت عادة يستعمل فيها بخور التيمان المسبع أي مكون من سبعة أصناف من ضمنها ما يسمى بالشب يبخر بها من يعتقد انه مسحور
ويسكن شرق السودان قبائل تسمى بالبجا وهم الذين قال فيهم الشاعر البريطاني 'كيبلنغ': إلى البجاوي لقد حاربنا كثيراً من الرجال في البحر وفي بورما وغيرها ولكن لم نجد أشجع منك .
والبجا هم مجموعه من القبائل العربيه الساميه التي اختلطة مع بعض الحضارات المتنوعه مثل التركيه والمصريه والافريقيه
وبعض القبائل مثل جهينه و همزان و كنده وربيعه وهوزان ومضر وبني سليم وبني عامر بن صعصاع و الزبيديه
وتمتد مناطق البجا من منطقة حلايب الي داخل الحدود الارترية علي ساحل البحر الاحمر
القهوة السودانية
حبابكم الف
ان جلسات القهوة في شرق السودان غالبا ما يستخدم فيها ما يسمى ب البخور الجاولي وبعض الناس يفضلون العدني كناية عن مدينة عدن اليمنية ويضيف "ثم الجبنة وهي إناء فخاري سوداني مع الوقاية وهي المقعد الذي توضع عليه هذه الجبنة التي غالبا طبقا لابو ادريس ما تكون مزخرفة بأنواع الخرز الصغير في اشكال فلكولورية.وفي المنازل غالبا ما تدير جلسة القهوة أكبر النساء سنا باعتبارها أكثرهن خبرة في صناعتها وطقوسها والجميع يفضلون البن الحبشي فهو أعظم هدية يقدمونها للضيوف إن كان هنالك ضيوف في الجلسة.
حبابكم عشرة بلا كشره
ان صناعة القهوة تبدأ بغسل البن جيدا بالماء قبل ان يوضع في الغلاية للتحميص على النار وتضيف اليه احيانا قليل من السمن البلدي او زيت السمسم بحوالي معلقة كبيرة لربع كيلو بن ثم ينفض عنه الشراء وهو القشرة الخفيفة التي تحيط بحباته بعد ان يكون اكتمل التحميص.
بعد ذلك تقوم بتمريره للحضور في الجلسة ليستنشقوا رائحته قبل ان يسحن مع حبات "الهبهان" أي الهيل وقليل من الجنزبيل والقرفة بمقادير معقولة ليكون خشناً بعض الشيء في هذه الاثناء تكون الماء بالشرقرق قد استوت ثم تقوم باضافته اليها لمزيد من الغليان قبل ان يصب في الجبنة. والجبنة هي إناء من الفخار مزركش بألوان في الغالب ما يطغى عليها اللون الاحمر وتوضع على مقدمتها الضيقة ما تسمى بالليفة وهي خيوط رفيعة من اشجار الدوم في الشرق والنخيل في الشمال والغرض من هذه الليفة هي بمثابة مصفاة لتنقية القهوة من الشوائب ثم توضع أدوات بعد ذلك أدوات القهوة في إناء مستدير من الحديد يسمى الصينية وحواليها الفناجين ومعلقة صغيرة إناء للسكر.
وقبل ان تكمل الوصفه السحرية لصناعة القهوة تكون الكميات التي وضعتها في النار قد استوت فأطلقت البخور ويدعى الصغار لحمل القهوة الى الكبار الذين يجلسوا في جلسة دائرية إيذاناً ببدء الجلسة فقد اكتملت جلسة قهوة من نوع خاص.
.
جنة الاشراق
مرحبا مليااااار
[/size][/size]
الأحد 28 يونيو 2020, 8:26 am من طرف amirageeb
» تجربتي مع برنامج الواتس اب تعالو شوفو اللي حصل
السبت 08 أبريل 2017, 8:11 pm من طرف zezeey saad
» برنامج مشاهدة الكره الارضيه بكل وضوح EarthView 4.5
الثلاثاء 01 نوفمبر 2016, 2:57 pm من طرف كمال الزيتوني
» عيد سعيد وكل عام والناس بخير
الأربعاء 06 يوليو 2016, 12:54 am من طرف blueshade
» مبادرة شباب كلكول
الجمعة 29 أبريل 2016, 1:14 pm من طرف amirageeb
» وعندك واحد جقاجق
الخميس 03 مارس 2016, 9:15 pm من طرف al-pegaa
» أحلي صباح
الثلاثاء 20 أكتوبر 2015, 9:18 am من طرف احلام
» عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير
الجمعة 17 يوليو 2015, 10:45 am من طرف amirageeb
» واجب وعزاء
السبت 18 أبريل 2015, 4:42 pm من طرف amirageeb
» إعادة توجيه "اللوحات العظيمة من أحد أعضاء منتدياتنا"
الأربعاء 03 سبتمبر 2014, 10:37 am من طرف زاهر النهيا