السلام عليكم ورحمة الله؛
هذا الموضوع عبارة عن رسالة من غزة بالرقم (19) وجدتها أثناء تواجدي على موقع UNRWA؛ وهي تحكي قصة، أو لنقل مذكرات يومية لأم فلسطينية تحت الحصار.
لقد قمت بترجمة الموضوع ونقله إليكم هنا... دعنا نرى قليلاً من المآسي التي يتعرض إليها أخواننا في غزة.
همسة: من أراد أصل الموضوع "النص الإنجليزي" يمكنه الرجوع للموقع على الرابط ادناه:
لقد قمت بترجمة الموضوع ونقله إليكم هنا... دعنا نرى قليلاً من المآسي التي يتعرض إليها أخواننا في غزة.
همسة: من أراد أصل الموضوع "النص الإنجليزي" يمكنه الرجوع للموقع على الرابط ادناه:
Letters from Gaza (19)
هذا ما روته أم سلمى:
يقولون إن الحرب على غزة قد انتهت... هذا غريب! كيف يمكن أن تبدأ الحرب في جلسة وتنتهي في أخرى؟ لكنهم يتجاهلون كل الألم والحزن، والقلق والمخاوف التي تنطبع في نفوس وجماجم الذين يعانون ويلات الحرب.
لقد شهد الفلسطينيون في غزة الكثير من الحروب مع الإسرائيليين. كانت هناك الانتفاضة الأولى والثانية، والغزوات المستمرة والحصار الذي لا يعار أي اهتمام، ولا أحد يبدي ندماً عليه، والمفروض (بلا رحمة) على الشعب الفلسطيني الذي يعيش حياته وسط هذه الهموم، لتأتي أخيراً هذه الحرب التي لا هوادة فيها ضد الأبرياء والأطفال والشيوخ والمنازل والأراضي، وكل ما هو فلسطيني.
مع كل الحروب التي نشهدها، هناك روايات تروى، وقصص عن الوحشية والكراهية عن المحتل تحكى. ومع كل حرب، هناك رغبة في العيش والبقاء على قيد الحياة لنحكي تلك القصص. أنا من الجيل الثالث من اللاجئين. لقد استمعت إلى قصص أبائي وأجدادي وكيف فروا من وطنهم؛ وكيف أن بعض الناس فقدوا أطفالهم في حين أن البعض الآخر أجبر على التخلي عن الأطفال على الطرق بسبب عدم قدرتهم على العناية بهم أكثر من ذلك. إنها قصص مخيفة تهز كيان الإنسان، ولكن رواة هذه القصص مازالوا يرغبون في الحياة
لبدء حياة جديدة، وتربية أطفالهم.
والقصص التي سنرويها عن هذه الحرب ستكون أبعد من خيال أي إنسان. قصص الرحيل دون معرفة إلى أين تذهب؛ قصص عائلات قتلت بأكملها بلا رحمة للأطفال أو المسنين. وستظل تلك الأسلحة المستخدمة ضد شعبنا محفورة إلى الأبد في ذاكرتنا.
هذا اليوم كان هو اليوم الأول لوقف إطلاق النار، وأنا مثل غير في هذا اليوم ظننا أنه يمكن أن نعود للحياة الطبيعية في بلدي. تركنا غرفة الجلوس وذهبنا للصالون في مواجهة الشاطئ. لقد رفض أطفالي النوم في غرفهم الخاصة سائلين: "كيف يمكن ضمان أنه لن يكون هناك إطلاق نار؟" أنا أدرك تماماً أن الأمر سيستغرق سنيناً عددا لنسيان كل لحظات الخوف الذي يعيشون فيه. إنهم بحاجة إلى بعض الوقت لنسيان أصوات الانفجارات القوية التي سمعوها؛ وبحاجة إلى بعض الوقت لنسيان أننا هرعنا مرات من الشقة بحثاً عن ملجأ في مكان أكثر أمنا؛ فكيف لي أن أقول إن الحرب وضعت أوزارها؟
سلمى لا تزال خائفة للغاية وهي تسمع صوت طائرات من طراز اف 16 والتي، بطبيعة الحال، لا تزال ترعد في السماء بغطرسة وعنجهية؛ تتطاير فخراً بما أنجزته من تدمير في المزارع والأرواح والممتلكات؛ فكيف يمكنني أن أقول لسلمى أن الحرب وضعت أوزارها!
لحسن الحظ، لم يشهد أطفالي مقتل أو وفاة أي من ذويهم أو أصدقائهم أو الجيران. ومع ذلك، فإنهم لا يزالون يعانون الآثار السيئة التي تركتها الحرب في النفوس والعقول.
الأطفال الآخرين الذين حصدت الحرب أرواحهم لن ينسوا المناظر التي رؤاها. وهي لن ينسوا أبدا قتل آبائهم وأخواتهم، وأسرهم بأكملها. هؤلاء الأطفال قد يحرمون من سلام العقول والنفوس في جميع مراحل حياتهم، وذلك لأن ما شاهدوه لا يمكن نسيانه. فالطفل الذي شهد تدمير منزله فوق رأسه، والطفلة التي تركت لتموت مع أسرتها تحت الأنقاض - والله وحده يعلم إذا كان أحدهم قد نجا؛ هذه الطفلة التي تطالع جثث من أحبتهم حولها،
ستنطبع هذه الصور في عقلها وروحها. وسوف تتأثر إلى الأبد؛ فكيف يمكن لمثل هؤلاء الأطفال الاستمتاع بالحياة بعد وقف إطلاق النار؟
والأطفال الذين فقدوا حياتهم وذويهم، والأطفال الذين فقدوا أبصارهم، وأطرافهم، وديارهم، والذين شهدوا على شهوة العدو الواسعة للتدمير، لن ينسوا أبدا لحظات الألم والخوف التي عايشوها خلال 22 يوما من الحرب الإسرائيلية على غزة. سوف تذكرهم جروحهم وخسارتهم على الدوام بما حل بهم؛ وقد سيطر على عقولهم سؤال وحيد: "لماذا تقتلونا وتدمرونا بهذه الوحشية دون اعتبار لطفولتنا؟ إننا لم تفعل شيئا."
يقولون إن الحرب على غزة قد انتهت... هذا غريب! كيف يمكن أن تبدأ الحرب في جلسة وتنتهي في أخرى؟ لكنهم يتجاهلون كل الألم والحزن، والقلق والمخاوف التي تنطبع في نفوس وجماجم الذين يعانون ويلات الحرب.
لقد شهد الفلسطينيون في غزة الكثير من الحروب مع الإسرائيليين. كانت هناك الانتفاضة الأولى والثانية، والغزوات المستمرة والحصار الذي لا يعار أي اهتمام، ولا أحد يبدي ندماً عليه، والمفروض (بلا رحمة) على الشعب الفلسطيني الذي يعيش حياته وسط هذه الهموم، لتأتي أخيراً هذه الحرب التي لا هوادة فيها ضد الأبرياء والأطفال والشيوخ والمنازل والأراضي، وكل ما هو فلسطيني.
مع كل الحروب التي نشهدها، هناك روايات تروى، وقصص عن الوحشية والكراهية عن المحتل تحكى. ومع كل حرب، هناك رغبة في العيش والبقاء على قيد الحياة لنحكي تلك القصص. أنا من الجيل الثالث من اللاجئين. لقد استمعت إلى قصص أبائي وأجدادي وكيف فروا من وطنهم؛ وكيف أن بعض الناس فقدوا أطفالهم في حين أن البعض الآخر أجبر على التخلي عن الأطفال على الطرق بسبب عدم قدرتهم على العناية بهم أكثر من ذلك. إنها قصص مخيفة تهز كيان الإنسان، ولكن رواة هذه القصص مازالوا يرغبون في الحياة
لبدء حياة جديدة، وتربية أطفالهم.
والقصص التي سنرويها عن هذه الحرب ستكون أبعد من خيال أي إنسان. قصص الرحيل دون معرفة إلى أين تذهب؛ قصص عائلات قتلت بأكملها بلا رحمة للأطفال أو المسنين. وستظل تلك الأسلحة المستخدمة ضد شعبنا محفورة إلى الأبد في ذاكرتنا.
هذا اليوم كان هو اليوم الأول لوقف إطلاق النار، وأنا مثل غير في هذا اليوم ظننا أنه يمكن أن نعود للحياة الطبيعية في بلدي. تركنا غرفة الجلوس وذهبنا للصالون في مواجهة الشاطئ. لقد رفض أطفالي النوم في غرفهم الخاصة سائلين: "كيف يمكن ضمان أنه لن يكون هناك إطلاق نار؟" أنا أدرك تماماً أن الأمر سيستغرق سنيناً عددا لنسيان كل لحظات الخوف الذي يعيشون فيه. إنهم بحاجة إلى بعض الوقت لنسيان أصوات الانفجارات القوية التي سمعوها؛ وبحاجة إلى بعض الوقت لنسيان أننا هرعنا مرات من الشقة بحثاً عن ملجأ في مكان أكثر أمنا؛ فكيف لي أن أقول إن الحرب وضعت أوزارها؟
سلمى لا تزال خائفة للغاية وهي تسمع صوت طائرات من طراز اف 16 والتي، بطبيعة الحال، لا تزال ترعد في السماء بغطرسة وعنجهية؛ تتطاير فخراً بما أنجزته من تدمير في المزارع والأرواح والممتلكات؛ فكيف يمكنني أن أقول لسلمى أن الحرب وضعت أوزارها!
لحسن الحظ، لم يشهد أطفالي مقتل أو وفاة أي من ذويهم أو أصدقائهم أو الجيران. ومع ذلك، فإنهم لا يزالون يعانون الآثار السيئة التي تركتها الحرب في النفوس والعقول.
الأطفال الآخرين الذين حصدت الحرب أرواحهم لن ينسوا المناظر التي رؤاها. وهي لن ينسوا أبدا قتل آبائهم وأخواتهم، وأسرهم بأكملها. هؤلاء الأطفال قد يحرمون من سلام العقول والنفوس في جميع مراحل حياتهم، وذلك لأن ما شاهدوه لا يمكن نسيانه. فالطفل الذي شهد تدمير منزله فوق رأسه، والطفلة التي تركت لتموت مع أسرتها تحت الأنقاض - والله وحده يعلم إذا كان أحدهم قد نجا؛ هذه الطفلة التي تطالع جثث من أحبتهم حولها،
ستنطبع هذه الصور في عقلها وروحها. وسوف تتأثر إلى الأبد؛ فكيف يمكن لمثل هؤلاء الأطفال الاستمتاع بالحياة بعد وقف إطلاق النار؟
والأطفال الذين فقدوا حياتهم وذويهم، والأطفال الذين فقدوا أبصارهم، وأطرافهم، وديارهم، والذين شهدوا على شهوة العدو الواسعة للتدمير، لن ينسوا أبدا لحظات الألم والخوف التي عايشوها خلال 22 يوما من الحرب الإسرائيلية على غزة. سوف تذكرهم جروحهم وخسارتهم على الدوام بما حل بهم؛ وقد سيطر على عقولهم سؤال وحيد: "لماذا تقتلونا وتدمرونا بهذه الوحشية دون اعتبار لطفولتنا؟ إننا لم تفعل شيئا."
الأحد 28 يونيو 2020, 8:26 am من طرف amirageeb
» تجربتي مع برنامج الواتس اب تعالو شوفو اللي حصل
السبت 08 أبريل 2017, 8:11 pm من طرف zezeey saad
» برنامج مشاهدة الكره الارضيه بكل وضوح EarthView 4.5
الثلاثاء 01 نوفمبر 2016, 2:57 pm من طرف كمال الزيتوني
» عيد سعيد وكل عام والناس بخير
الأربعاء 06 يوليو 2016, 12:54 am من طرف blueshade
» مبادرة شباب كلكول
الجمعة 29 أبريل 2016, 1:14 pm من طرف amirageeb
» وعندك واحد جقاجق
الخميس 03 مارس 2016, 9:15 pm من طرف al-pegaa
» أحلي صباح
الثلاثاء 20 أكتوبر 2015, 9:18 am من طرف احلام
» عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير
الجمعة 17 يوليو 2015, 10:45 am من طرف amirageeb
» واجب وعزاء
السبت 18 أبريل 2015, 4:42 pm من طرف amirageeb
» إعادة توجيه "اللوحات العظيمة من أحد أعضاء منتدياتنا"
الأربعاء 03 سبتمبر 2014, 10:37 am من طرف زاهر النهيا